باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والصلام على رسول الله وآله وصحبه الأكرمين
بناتي، أبنائي الأطفال
أعضاء المهرجان الدولي لأطفال السلام
السادة الحضور الكرام
يسعدني مرة أخرى أن أرحب بكم في فضاء مجلس النواب، في برلمان المملكة المغربية، هنا في الرباط على أرض السلام والمحبة والأخوة.
وإنها لمناسبة تُتَجَدَّدُ كل عام، ويتجدد معها الأمل والثقة في قيم السلام وآفاقه ودواعيه.
ولذا، يسعدني أن أنوه من جديد بهذا الحرص المتواصل لدى جمعية أبي رقراق في حاضرة سلا على تنظيم واحتضان المهرجان الدولي لأطفال السلام الذي أصبح يافعا بعد وصوله الدورة السادسة عشرة، هذا العام، إذ يستضيف المهرجان أطفالا من خمس وعشرين بلدا من بلدان العالم. وهي دورة تصادف احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد التي تلتقي مع الذكرى الفضية لتولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله عرش أسلافه الميامين قبل خمس وعشرين سنة.
لقد علمت أن الأطفال قَدِموا إلى المغرب من عدة بلدان وقارات، ومن عدة ثقافات ولغات إنسانية، وأن دولة الكوت ديفوار هي ضيف الشرف في هذه الدورة، هذا البلد الشقيق الموقر بشعبه الحي وقيادته الوطنية الحكيمة.
وعلمت أن هناك برنامج عمل متنوعا وغنيا بالفعاليات التربوية والثقافية والفنية، وأنكم أوليتم عناية خاصة، خلال هذه الدورة، لإبراز قيمة التراث في المغرب وفي البلدان الشقيقة والصديقة.
وإن تنظيم هذا المهرجان تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة لالة مريم لَيُضْفي قيمة مضافة على هذه الدورة بكل ما يعنيه ذلك من رمزية وحضور وإشعاع وفعالية، خصوصا وأنكم تستهدفون أفق تعزيز روح التعايش والحوار والتفاهم وتبادل القيم الحضارية والثقافية كَأُسُس لثقافة السلام باعتبارها ثقافة إنسانية بالأساس.
وكما تعرفون أود كما ينبغي أن تعرفوا، وأن نعرف جميعا، أن السلام هو – أولا وقبل كل شيء – حالة داخلية يعيشها الإنسان في نفسه، ومع نفسه، قبل أن يعيشها مع الآخرين في الحي، في المدينة والقرية، في بلاده، وفي العالم. بمعنى أن السلام يكون حالة فردية تربوية ثقافية قبل وبعد أن يكون نظاما من الإجراءات والتدابير والخطط والأنساق والقيم والمبادئ والقوانين والمواثيق والعهود. وقد قيل "إن لم يكن السلام نابعا من داخلك فلا تبحث عنه خارجك".
السلام تربية، السلام ثقافة، السلام التزام أخلاقي وإنساني أولا.
السلام تنتجه التشريعات والقوانين أيضا مثلما تنتجه الأفكار العقلانية والتعبيرات الفكرية والفلسفية والفنية السمحة، وكذا تنتجه مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما يتطلب تعبئة دائمة ومتواصلة منا دفاعا عن قيم السلام، وفي مقدمة وضمن الفئات المعنية آنيا ومستقبلا بضمان السلام الأطفال والأجيال الجديدة. خصوصا إذا تم الاعتناء بتربيتها على روح السلام، وثقافة السلام، ومستلزمات السلام، ونهج عمل تهذيبي تكويني تثقيفي من خلال التَّعلُّمات المدرسية والفعاليات الفنية والرياضية والإبداعية من قبيل هذا المهرجان الدولي الناجح الذي دأبت على تنظيمه جمعية أبي رقراق في عدة فضاءات بكل من مدينة سلا والعاصمة الرباط.
مرحبا بكم مرة أخرى على أرض السلام
والسلام عليكم.