أجرى، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، السيد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب مباحثات مع السيدة فيديريكا موغيريني الممثلة السامية للاتحاد الأوربي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية التي كانت مرفوقة بالسيد آلان لوروا الأمين العام لجهاز العمل الخارجي الأوربي ، وذلك خلال أول زيارة رسمية لها للملكة المغربية.
في بداية هذا اللقاء رحب السيد راشيد الطالبي العلمي بالمسؤولة الأوربية والوفد المرافق لها، وأكد رئيس مجلس النواب على أهمية هذه الزيارة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوربي والوقوف على حجم التغيرات السياسية التي تعرفها المملكة، كما عبر عن استعداد المجلس لفتح قنوات للتواصل الفعال والدائم مع الاتحاد الأوربي لتبادل الرؤى والأفكار وتوضيح المواقف بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك كموضوع الهجرة الذي أصبح يلقي بظلاله على المنطقة، وكذا موضوع الاستقرار والأمن والتنمية، وهي قضايا ، يقول السيد راشيد الطالبي العلمي، أصبحت تقتضي توحيد الجهود وتفعيل دور الدبلوماسية خاصة البرلمانية منها عبر خلق فضاءات دائمة للحوار والنقاش وتبادل الأفكار والتجارب والخبرات.
و خلال مباحثاته مع الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوربي، عرض السيد راشيد الطالبي العلمي الإصلاحات العميقة التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة والتي شملت عدة ميادين من بينها إصلاح الحقل الديني وبناء دولة الحق والمؤسسات، وفصل وتوازن السلط، واستقلال القضاء، ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان وتمثيلية المرأة والشباب، كما أشاد بالأدوار التي أصبح يضطلع بها البرلمان كسلطة تشريعية لها كامل الصلاحيات والاختصاصات وهو ما عززه دستور 2011.
وذكر السيد راشيد الطالبي العلمي بالأوراش الكبرى المفتوحة على مستوى تعزيز الديمقراطية التشاركية والجهوية المتقدمة والتي جعلت من المملكة نموذجا قاريا وإقليميا على المستوى السياسي-الحقوقي والأمني والاقتصادي، مشيرا إلى دور البرلمان المغربي وتفاعله مع مختلف القضايا الوطنية والإقليمية والدولية وفي مقدمتها قضايا الحريات الفردية والهجرة والأمن وكذا التغيرات المناخية.
وأشار السيد راشيد الطالبي العلمي إلى أهمية وريادة السياسة الجديدة التي اعتمدتها المملكة في التعاطي مع قضايا الهجرة والمهاجرين وهو ما يعد دليلا على انخراط المملكة الكامل تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في قضايا ضفتي البحر الأبيض المتوسط والقارة الأفريقية وإيجاد حلول لها باعتماد مقاربة تنموية وطنية وقارية، وفي هذا الإطار شدد رئيس مجلس النواب على أن المغرب لم يعد بلد عبور بل تحول في السنوات الأخيرة إلى بلد استقبال واستقرار للمهاجرين خاصة من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وحتى بعض البلدان العربية.
من جهتها أشادت السيدة فيديريكا موغيريني، الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوربي، بهذا اللقاء الذي مكنها من الإطلاع على حجم الإصلاحات التي عرفتها المملكة والأدوار التي أصبحت تلعبها المؤسسة التشريعية في الحياة السياسية والدستورية المغربية.
وأكدت المسؤولة الأوربية في مباحثاتها مع رئيس مجلس النواب المغربي على دور الديبلوماسية البرلمانية وأهمية تبادل الرؤى حول دينامية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي واستعراض ملفات التعاون المشترك خاصة العلاقات التجارية ومواضيع الهجرة والأمن والتغيرات المناخية والأدوار التي يمكن أن يضطلع بها مجلس النواب والبرلمان عموما للدفع بهذه العلاقة الإستراتيجية.
وقالت السيدة فيديريكا موغيريني أنها تهدف من خلال لقائها برئيس مجلس النواب إلى الاستماع إلى وجهات نظر مختلف الفاعلين والوقوف على حصيلة الإصلاحات التي عرفتها المملكة والمصاحبة السياسية والمالية لها من خلال برنامج الاتحاد الأوربي للتعاون.
وقد تم خلال هذا اللقاء أيضا، تناول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط.