شاركت رئيسة الشعبة الوطنية في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا السيدة سلمى بنعزيز يومي 16 و 17 أكتوبر 2023 في المنتدى ال 29 للشبونة المنظم حول موضوع "حقوق الانسان والبيئة والجرائم الاقتصادية: الشباب في الواجهة".
وقد تناولت السيدة سلمى بنعزيز في الجزء الاول من هذا المنتدى التجربة المغربية في مجال التغيرات المناخية والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة، حيث أوضحت في هذا الصدد أن المغرب يعتبر من الدول الرائدة التي بادرت مبكرا الى مواجهة آثار التغيرات المناخية لاسيما من خلال إطلاق برنامج السدود الهيدومائية التي تهدف الى الحفاظ على الماء وإنتاج الطاقة وسقي الأراضي الفلاحية.
وأشارت السيدة سلمى بنعزيز كذلك بخصوص التغيرات المناخية أن المغرب من بين الدول التي تنتج نسبة قليلة جدا من الانبعاثات ذات الاحتباس الحراري على الصعيد العالمي (أقل من 0.2 في المائة)، مضيفة أنه رغم ذلك فالمغرب يبقى معرضا لبعض الانعكاسات الناجمة عن التغيرات المناخية كالجفاف والفيضانات...
وأبرزت السيدة سلمى بنعزيز، بالمناسبة ، الأهمية التي تكتسيها التنمية المستدامة في المغرب كما يترجم ذلك دستور 2011 من خلال إقرار الحق في العيش في بيئة سليمة (الفصل 31)، إذ تطرقت على هذا الأساس الى مختلف الاستراتيجيات الوطنية المرتبطة بالتنمية المستدامة.
من جهة أخرى، تناولت السيدة سلمى بنعزيز في الجزء الثاني من النقاش الذي جرى خلال هذا المنتدى دور الشباب في التنمية المستدامة، حيث سلطت الضوء على التجربة الشبابية في مجال التنمية المستدامة في المغرب كما تجلى ذلك من خلال المشاركة النوعية للشباب في أشغال لجنة النموذج التنموي الجديد التي بلورت عددا مهما من الاقتراحات ذات الصلة بالمناخ والفلاحة والطاقات المتجددة.
فضلا عن ذلك، شددت السيدة سلمى بنعزيز على دور الشباب في مواجهة مختلف الظواهر والعوامل والممارسات التي تقوض مستقبل البشرية كالحروب والاختلالات المناخية والجرائم الاقتصادية وخرق حقوق الانسان، مؤكدة على أهمية تمكين الشباب من العدة القيمية والثقافية لمواجهتها..
وأشارت السيدة سلمى بنعزيز الى أن الرهان على الشباب في رفع هذه التحديات حاسمٌ وضروري لأن الأمر يتعلق بالمستقبل، وبقوةٍ للتغيير، وباعتبار الشباب مواردَ بشرية هي الأكثر دينامية في المجتمعات.
ودعت السيدة سلمى بنعزيز في هذا الإطار الى توفير العديد من المستلزمات التي تحفز الشباب على المساهمة في بناء مجتمعات متماسكة كالعمل من أجل إعادة توجيه طاقات الشباب حول ما هو أعمق، وما هو أكثر جدية وجعله يوظف التكنولوجيا فيما هو إيجابي واستراتيجي، وفي تملك القيم الإيجابية والمساهمة في التنمية والبناء.
كما دعت السيدة سلمى بنعزيز الى العمل على جعل الشباب يشارك في تدبير الشأن العام ويغني هذا التدبير بالاقتراح والأفكار، و بناء المؤسسات التمثيلية والتنفيذية، على أساس اليقظة والنقد البناء، فضلا على جعل الشباب يلمس وَقْعَ السياسات العمومية وأثر الإنفاق العمومي على أحواله بتمكينه من الشغل الضامن للكرامة والاندماج في الحياة العامة، بما يعزز ثقته في بلدانه وفي المؤسسات.