السيد الوزير المحترم؛ يجتاز الأساتذة والأستاذات بمختلف تخصصاتهم الاختبارات الكتابية للكفاءة المهنية، قصد الرقي بمسارهم المهني ووضعيتهم الاجتماعية. غير أنه بدأ يتأكد سنة بعد أخرى الحيف الذي يتعرض له مدرسي ومدرسات بعض المواد الدراسية، حيث إن طبيعة مواد امتحان الكفاءة المهنية لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل تخصص على حدة، كما أنها لا تعطي أهمية كبيرة للفروقات الموجودة بين المترشحين على مستوى المسار العلمي والمؤهلات النقدية والتركيبية. فمما لا شك فيه أن تحقيق تكافؤ الفرص والمساواة بين مختلف الأساتذة يستدعي اعتماد حصيص لكل مادة دراسية، ما دامت مواد امتحان الكفاءة المهنية متباينة حسب التخصصات. لذلك فترتيب جميع المترشحين، بغض النظر عن التخصص، لا يحقق المساواة ولا يُقوم بشكل جلي مجهودات السادة الأساتذة في الرقي بمنظومة التربية والتكوين. فعلى سبيل المثال، يستدعي النجاح في امتحان "المجال البيداغوجي والممارسة المهنية" التحكم بشكل كبير في عدد من الكفايات اللغوية والأدبية ونظريات العلوم الاجتماعية، خصوصا علم النفس والفلسفة وعلوم التربية، موازاة مع مؤهلات عالية في الجانب الإجرائي لتدريس المادة. وإذا كان الجانب المهني ينمو ويتطور أساسا عبر التجربة في التدريس، فإن باقي الجوانب تعرف تفاوتا كبيرا بين مختلف المترشحين، كنتيجة لتباين مسارهم العلمي والمهني. انطلاقا من هذه الوضعية غير السليمة، نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن الإجراءات التي ستتخذونها في سبيل الرفع من عدد أساتذة المواد العلمية وأساتذة التربية البدنية الناجحين في امتحانات الكفاءة المهنية؟ وتفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.