السيد الوزير المحترم؛ تلعب الثقافة أدوارا محورية على مستوياتٍ مختلفة، ومنها الإسهامُ في تحقيق التنمية ترابيا. كما تشكل مدخلا مهما لإدماج وتأهيل الشباب، ووسيلة لترسيخ القيم الإنسانية والوطنية والدينية في أوساط مختلف شرائح المجتمع. في هذا الإطار، تشكل المنشآت والمؤسسات الثقافية فضاءات لاكتشاف وصقل المواهب الموسيقية والمسرحية وغيرها، وكذا لترسيخ مهاراتها وتأطيرها، للمساهمة في الأوراش الثقافية التي يشهدها بلدنا العزيز، أو تحسين مهاراتها المعرفية والمهنية. إن هذه الوظائف النبيلة تستدعي وجود مؤسسات منظمة ومُهيكَلة للأنشطة والعروض الثقافية، التي بدأ يتزايد الإقبال على المشاركة فيها، أو الاستمتاع بتتبعها. غير أن المنشآت الثقافية العمومية التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بعمالة إقليم أكادير إداوتنان، تتسم بضعف عددها، مقارنة بشساعة الإقليم وعدد سكانه من جهة، وأخذًا بعين الاعتبار الرهانات المعقودة على قطاع الثقافة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من جهة أخرى. كما أن توزيعها جد متباين بين الجماعات، إذ تتمركز معظمها بالجماعة الحضرية لأكادير، بينما تفتقر معظم الجماعات القروية لمراكز ثقافية عمومية ولدور الشباب، وذلك على الرغم من بروز مراكز قروية تحتضن عشرات الآلاف من الساكنة، بل حتى جماعة الدراركة التي تضم حوالي 126 ألف نسمة لا تتوفر سوى على مركزين ثقافيين، تم توظيفهما، للأسف الشديد، في أغراض وغايات أخرى. بناء على ما سبق، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن عوامل محدودية عدد الفضاءات الثقافية بتراب مختلف الجماعات القروية لعمالة إقليم أكادير إداوتنان؟ كما نسائلكم عن الإجراءات التي ستعملون على بلورتها في سبيل تكثيف وتنويع المؤسسات الثقافية بالمنطقة المذكورة؟ وكذا بخصوص سبل تجويد الخدمات الثقافية بالمراكز الثقافية ودور الشباب القائمة؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق عبارات التقدير والاحترام.