Questions écrites

السيد الوزير؛ تحية تقدير واحترام؛ وبعد، استقبل المواطنون والمواطنات في مدينتي سلا والرباط المنتخب الوطني لكرة القدم استقبال الأبطال، على إثر مشاركته المتميزة وإنجازه التاريخي في مونديال قطر 2022. وقد واكبت مختلف وسائل الإعلام الوطنية هذا الحدث الرائع، بما فيها قنوات القطب الإعلام العمومي. غير أن النقل التلفزي لهذا الاستقبال الجماهيري الحاشد والمذهل كانت الصور فيه باهتة وكان المونتاج رديئا، حيث غاب الطابع الحركي على النقل التلفزي، وانقطع الإرسال أحيانا، فيما توقف الصوت أحايين أخرى. كما ساد التركيز على زوايا تصوير محدودة، فتم تجاهل تتبع أجواء الفرحة السائدة وسط الحشود الجماهيرية الحاضرة وتفاعلها وتلاحمها مع عناصر المنتخب الوطني. بهذه المشاهد التلفزية غير المُرضية تابع المغاربة، على المباشر عبر شاشات التلفزة التابعة للقطب العمومي، وعموم المشاهدين في العالم، الاستقبال الشعبي الكبير للمنتخب الوطني المغربي على إثر مشاركته الوازنة في كأس العالم بقطر 2022 وأدائه الرائع والمُبهر. وإذا كانت كل مقومات نجاح النقل التلفزي المباشر لهذه اللحظة التاريخية متوفرة لدى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، من أطر مؤهلة وتقنيات حديثة للنقل التلفزي، فإن ذلك لم يتم توظيفه جيدا في توثيق وتسويق هذه اللحظة التاريخية الفريدة التي عم فيها الفرح والانتشاء والاعتزاز بالعمل الجبار للمنتخب الوطني كل أرجاء الوطن. لا شك، السيد الوزير المحترم، في أن هذا النقل لا يشرف بتاتا بلدنا وإعلامنا العمومي، ولا يرقى إلى تطلعات المغاربة، فأعطى بدون شك صورة ملتبسة، في مفارقة كبيرة بين حجم الحدث وقوة دلالاته من جهة، وبين نقله التلفزي الرديء من جهة ثانية. هذا في الوقت الذي كان مُنتظراً ولازماً استثمار هذا الحدث تواصليا في مزيدٍ من التعريف بتلاحم الشعب المغربي ووطنيته وشغفه بكرة القدم واعتزازه بانتمائه، والتعريف أيضاً بعراقة الحضارة المغربية ورقي وسمو ثقافة وأخلاق المغاربة وتشبتهم والتحامهم المطلق بالعرش العلوي المجيد، خصوصا أن البث استهدف عموم المشاهدين في جميع بقاع العالم الذي شاهدوا كذلك الاستقبال الملكي السامي والرائع لأعضاء المنتخب الوطني، رفقة أمهاتهم، وتوشيحهم بالأوسمة الملكية برحاب القصر الملكي العامر. فكانت بالتالي مناسبة سانحة للتعريف بالمغرب والمغاربة وبتاريخهم المجيد وبعلاقاتهم المتينة مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره. لكن يبدو أننا في حاجة إلى إعلام قوي وحديث ومحترف ومُسلح بالخبرة والتقنيات الحديثة، وواع بأدواره الإعلامية والحضارية، وقادر على حُسن التقاط اللحظات التاريخية الخالدة. بناء على ما سبق، نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن العوامل التي كانت وراء النقل التلفزي الرديء لمجريات الاستقبال الشعبي للمنتخب الوطني. كما نسائلكم عن الإجراءات التي تعتزمون القيام بها لتفادي تكرار مثل هذه الواقعة؟ وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.