السيدة الوزيرة المحترمة؛ كما تعلمون، عرفت ظاهرة التشرد في السنوات الأخيرة انتشارا كبيرا بالشارع العام وفي العديد من الفضاءات العامة والخاصة، وأخذت أشكالا متعددة كالمبيت بأبواب العمارات والمحلات التجارية وبالدور المهجورة والآيلة للسقوط وبمداخل المؤسسات العمومية التي في طور البناء. وأصبحت هذه الظاهرة متفشية بمختلف مدن المملكة وتسيئ إلى جمالية المباني، ومست فئات عمرية واجتماعية متباينة من ذكور وإناث، حيث أن المتشردين شباب وفي سن المراهقة، وأطفال وطفلات في سن صغيرة يعيشون أوضاعا صعبة ومهينة للكرامة الإنسانية. إن هذه الظاهرة مقلقة وخطيرة بالنظر إلى انتشار متشردين، يعانون من أمراض نفسية وعقلية، في الفضاءات العامة، الأمر الذي يُعرض المواطنات والمواطنين لمختلف أنواع الاعتداءات الجسدية والنفسية، من ضرب وجرح ومضايقات، مما يطرح بقوة السؤال المتعلق بأدوار ونجاعة مؤسسات الرعاية الاجتماعية والصحية، ومراكز الإيواء، ومدى فعالية الشراكات التي من المفروض ان تكون لقطاعكم مع الجماعات الترابية. إن هذه الظاهرة، بأبعادها ومخاطرها المتعددة، تهدد جدياّ طمأنينة وسكينة وسلامة المواطنات والمواطنين في الفضاءات العامة، وتتطلب ضرورة تبني مقاربة شاملة ومتكاملة لمواجهتها. وبالنظر إلى خطورتها الآنية فهي آفة تستدعي إجراءات فورية ومستعجلة، أولا حماية لهذه الفئة من المغاربة التي تعيش حالة التشرد دون عناية، وثانيا حماية للفضاء العام من كل ما من شانه ان يسيء إليه وأن يضر بعموم المواطنات والمواطنين. بناء على ذلك، نسائلكم، السيدة الوزيرة المحترمة، عن التدابير والإجراءات التي يجب عليكم اتخاذها بتعاون مع باقي السلطات العمومية المعنية، من أجل التصدي الفعال والناجع لهذه الظاهرة؟ وتقبلوا، السيدة الوزيرة، فائق عبارات التقدير والاحترام.