السيد الوزير المحترم؛ تعلمون أن المطار الدولي لبني ملال تم تدشينه منذ سنة 2014، وهو يمتد على مساحة إجمالية قدرها 170 هكتاراً، ويتوفر على محطة جوية طاقتها الاستيعابية 150 ألف مسافراً سنويًّا، تحتوي على تجهيزات تكنولوجية حديثة وتستجيب للمعايير الدولية المعمول بها في مجالات الأمن والسلامة وجودة الخدمات. ولكي يكون مطار بني ملال على هذا المستوى العالي من المواصفات، فقد تم صرف مبالغ كبيرة عليه من المال العام، لكنه للأسف الشديد يعيش حاليا شللاً تاما، وأصبح فقط يُستعمل في رياضة القفز بالمظلات، نظراً لقلة، بل انعدام، الرحلات الجوية منه وإليه. وهو ما يثير الاستغراب الشديد، طالما أن دراسة الجدوى السابقة تبين أنَّه من المُفترض وجود مستعملين للمطار وحركة للمسافرين عبره، بالآلاف. إن هذا الموضوع يطرح بشدة دور ومسؤولية مصالح وزارتكم، والمكتب الوطني للمطارات، في ضعف تثمين وتسويق هذا المُنجز الكبير على مستوى البنية التحتية، ولا سيما بالنظر إلى تواجد جالية مغربية مهمة في الخارج، وفي إيطاليا تحديداً، ينحدر أبناؤها من إقليم بني ملال وباقي أقاليم جهة بني ملال خنيفرة. وهي الجالية التي تعاني الأمَرَّيْن لكل تزور الوطن أو تغادره، بحراً وبراًّ، كما يحدث هذه السنة، وذلك بسبب عدم تشغيل المطار وازدحام الموانئ. على هذا الأساس، نسائلكم، السيد الوزير، عن التدابير التي يجب عليكم اتخاذها من أجل إعادة تشغيل المطار واستثماره، من خلال برمجة رحلات جوية منه وإليه، وخاصة مع كل عملية مرحباً. وهو الأمر الذي ستكون له فوائد اقتصادية واجتماعية وإنسانية مؤكدة. وتقبلوا، السيد الوزير، عبارات التقدير والاحترام.