Questions écrites

السيد الوزير؛ تحية تقدير واحترام؛ وبعد، لا يخفى عليكم، السيد الوزير المحترم، الدور الحيوي الذي يلعبه التوجيه المدرسي في تنمية الذات والتطلع وتحديد مستقبل سليم للتلميذات والتلاميذ ببلادنا، كما يعد انشغالا أسريا واجتماعيا وتربويا، على اعتبار أنه يؤسس لخارطة طريق لتحديد آفاقهم الأكاديمية ويسطر لاتجاهاتهم وتطلعاتهم المعرفية والمهنية. فإلى غاية 21 ماي 2022 تشرع كافة عمالات وأقاليم جهة الرباط سلا القنيطرة في أيامها الجهوية للتوجيه المدرسي والمهني والارشاد الجامعي تحت إشراف مجلس الجهة بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، كما هو الأمر بالنسبة لباقي الجهات وأكاديمياتها في ربوع المملكة، ومع كل تظاهرة تربوية من هذا القبيل، نستحضر معكم السيد الوزير المحترم، واقع العلاقة المركبة ما بين طبيعة التكوين وإكراهات سوق الشغل وآليات التوجيه المتاحة. وبالنظر لما شاب هذه السنة التربوية من مسلسل احتجاجات أطر الأكاديميات الجهوية والتي تتكرر مجددا مع مطلع الأسبوع الثاني من شهر ماي، بالتزامن مع التظاهرات التوجيهية والارشادية للمتعلمين، وهي احتجاجات سبق وأن تخللتها مقاطعات لمنظومة مسار ولدورات التكوين المستمر في مجال المواكبة التربوية والبيداغوجية، مثلما خاض أطر التوجيه والتخطيط التربوي بدورهم منذ أشهر مضت إضرابات قاطعت من خلالها جميع الأشغال والمشاريع المتصلة بتنزيل قانون الإطار، واعتبارا للنقص الحاد في أطر التوجيه التربوي بالمؤسسات التعليمية، والغياب الكلي لهم في معظم مؤسسات التكوين المهني والتعليم العالي. ولأن المرتكزات الاساسية للتوجيه القائمة على المرافقة المتخصصة وعمليات المقابلات الفردية والجماعية للمتعلمين والمواكبة البيداغوجية لهم، فضلا عن التتبع الإداري والتقني التي لحقها بعض الاضطراب جراء مسلسل الإضرابات، واعتبارا لكون التوجيه الافتراضي عن بعد المعتمد في هذه العملية، يمكن فقط الفئات المحظوظة التي تمتلك الأدوات التكنولوجية والرقمية للتواصل عن بعد، مقابل حرمان فئات التلميذات والتلاميذ ممن لا يتسنى لهم ولوج المنصات الرقمية الافتراضية بالنظر لهشاشة وضعف أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. وبناء على كل هذه المعطيات وحرصا على إنقاذ السنة التوجيهية، نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن التدابير المستعجلة التي ستتخذونها لتصحيح الأعطاب التي لحقت مسار العمليات التوجيهية والإرشادية على مدار السنة، وسبل التدخل لصالح الترشيد السليم لمسارات وضمان مستقبل بنات وأبناء المدرسة الوطنية. وتفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.