السيد الوزير؛ نجدد ترحمنا على أرواح شهداء الزلزال، ومتمنياتنا بالشفاء للمصابين. كما نجدد تقديرنا العالي لمجهودات الدولة في التعامل مع الفاجعة، وذلك تحت توجيهات وإشرافٍ مباشر ودقيق لجلالة الملك حفظه الله. السيد الوزير؛ آلافُ المؤسسات التعليمية تضررت، بفعل الزلزال، وعشراتٌ منها انهارت بشكلٍ كامل، وعشرات الآلاف من التلاميذ صار موسهم الدراسي مهدداً، زيادةً على الآثار النفسية العميقة. وهي مناسبة، لننوه بمجهودات الدولة في إقامة فصولٍ دراسية مؤقتة، وفي تنقيل جزءٍ من تلاميذ الثانويات إلى بعض الداخليات، وإحداث مِنح إيواء خاصة بهم. في المقابل، لا بد أن نقف وقفةَ تأملٍ في سياساتنا العمومية للتعليم، خاصة على مستوى نقص العدالة المجالية التي أبانت عنها فاجعة الزلزال. وهو ما كان عبر سنواتٍ موضوعَ صرخاتٍ قوية لممثلات وممثلي الأمة، بدون إنصاتٍ من الحكومات. ولقد حان الوقت لنستوعب الدرس، دون حاجةٍ إلى تذكيرٍ آخر لا قدر الله. من أجل تغيير المقاربة فيما يتعلق بالبنيات التحتية التعليمية، وإسناد الموارد البشرية وتحفيزها، والاهتمام بفضاءات الدرس وتجهيزات المدارس، وذلك في كافة المناطق القروية والجبلية ببلادنا، على قدم المساواة. وعليه، نسائلكم، السيد الوزير، حول القرارات التي سوف تتخذونها، أولا من أجل التنفيذ الأمثل لالتزامات وزارتكم فيما يرتبط ببرنامج التأهيل العام؟ وثانيا حول تدابيركم من أجل ضمان موسمٍ دراسي عادي للتلاميذ المتضررين؟ وثالثا حول المقاربة الواجب اعتمادها لأجل تقليص الفوارق المجالية في البنيات والموارد البشرية التعليمية؟ وتقبلوا، السيد الوزير، فائق عبارات التقدير والاحترام.