"السيد رئيس الحكومة المحترم؛ يعيش المغرب، على غرار بقية بلدان العالم، على إيقاع التداعيات الوخيمة لجائحة كوفيد 19، والتي انضافت إليها الاضطرابات الدولية الأخيرة. وهو ما أثَّــرَ سَــلباً على وتيرة التجارة العالمية، كما انعكس على أسعار المحروقات والمواد الأولية، وبالتالي على جل المواد الاستهلاكية الأساسية. وبالقدر الذي يُمكن للأسر والمقاولات المغربية أن تفهم وتتفهم هذه الشروط الموضوعية الصعبة، إلاَّ أنَّ ما لا يمكن استساغته هو استمرار الحكومة في التعبير عن اطمئنانها وارتياحها بشكل يثير الاستغراب، وعدم قيامها بالتحرك الذي يتلاءم في وزنه مع ما وصلت إليه الأمور من تفاقم، وذلك في وقتٍ يَــئنُّ فيه المواطن والمقاولة تحت وطأة ظروفٍ استثنائية ومرشحة لمزيدٍ من التعقيد. اليوم، السيد رئيس الحكومة المحترم، لا يريد منكم الرأي العام أن تسردوا عليه تلك الإجراءات الخجولة والمعزولة والقطاعية التي لم تَــرْقَ إلى درجة التخفيف من معاناة الناس، بل إن السؤال الذي ننقله إليكم من قلب الأزمة التي تخترق كل القطاعات والمجالات والفئات، هو: • ما هو المخطط الشامل والملموس الذي يتعين على حكومتكم اعتماده من أجل إنقاذ النسيج الاقتصادي الوطني، ومن أجل التصدي للتدهور المتتالي للقدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين الذين تركتموهم، إلى حد الآن، عُــزَّلاً ووحيدين في مواجهةٍ مفتوحةٍ ومباشرة مع لهيب الأسعار، وتحديداً أسعار المحروقات التي تعرفونها أكثر من غيركم؟ وتفضلوا، السيد رئيس الحكومة المحترم، بقبول عبارات التقدير والاحترام".