تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البرلمان المغربي يشارك في مائدة مستديرة حول تحديات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط

نظمت الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط يوم الخميس 12 دجنبر 2024 عبر تقنية التناظر المرئي مائدة مستديرة حول موضوع ''تحديات الهجرة وسبل تعزيز التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط من أجل تجاوز العوائق المطروحة بفعالية''.

 

وقد شارك في هذه المائدة المستديرة كل من رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية وشؤون الهجرة والمغاربة المقيمين في الخارج السيدة سلمى بنعزيز، ورئيس لجنة تحسين جودة الحياة والتبادل بين المجتمعات المدنية والثقافة بالجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط السيد محمد زيدوح، عضو الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين.

 

وفي كلمة لها بالمناسبة، أبرزت السيدة سلمى بنعزيز ريادة التجربة المغربية في مجال الهجرة، مشيرة الى أن المغرب من الدول السباقة التي اعتمدت سياسة تضامنية حقيقية لاستقبال المهاجرين في إطار احترام حقوق الانسان وكرامة المهاجرين.

وأكدت السيدة سلمى بنعزيز أن موضوع الهجرة يطرح عدة تحديات لاسيما تلك المرتبطة بالبعد الإنساني وبالإدماج، وبالسياسة الخارجية والحكامة، فضلا عن التحديات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وشددت السيدة سلمى بنعزيز على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحل الازمات الناتجة عن الهجرة من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منطقةالبحر الأبيض المتوسط، والحواروالتشاور بين دول ضفتي المتوسط للتوصل الى حلول مستدامة لقضايا الهجرة، ووضع إطار للحكامة المتوسطية للهجرة، وتبني مقاربة ترتكز على العدالة والحقوق والتضامن.

 

من جانبه، إستعرض السيد محمد زيدوح الجهود التي تبذلها المملكة المغربية في مجال استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، مشيرا في هذا الصدد الى المبادرة الملكية الأطلسية التي تتيح للدول الافريقية ولوج المحيط الأطلسي، والاستثمارات الموجهة للتنمية في القارة.

وسلط الضوء السيد محمد زيدوح على أهمية تحسين الفرص الاقتصادية المحلية، وتقوية التعليم والتكوين المهني، وتعزيز التنسيق بين الدول لضبط الحدود ومحاربة الهجرة الغير الشرعية، وبلورة برامج ادماج المهاجرين، وتشجيع الاستثمارات الدولية المستهدفة.

وأضاف السيد محمد زيدوح أن الحد من الهجرة الغير الشرعية يقتضي كذلك تنظيم حملات تحسيسية حول المخاطر التي تنتج عن هذه الآفة، ومواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، والتنسيق بين الحكومات والشركاء الدوليين والفاعلين المحليين.

وقد تمحورت مداخلات المشاركين في هذه المائدة المستديرة حول عدد من التوصيات تهدف أساسا الى جعل قضايا الأمن والاستقرار في صلب الأولويات، والعمل على إيجاد حلول دائمة للنزاعات الاقليمية، وتحقيق التنمية الاقتصادية في إفريقيا، والتعامل مع قضايا الهجرة وفق منظور حقوق الانسان، وتعزيز التعاون وتبادل التجارب بين دول شمال وجنوب المتوسط للبحث عن حلول ناجعة للتحديات التي تطرحها الهجرة، وتشجيع الاستثمارات وخلق فرص للعمل.

يذكر أن التوصيات المنبثقة عن هذه المائدة المستديرة ستضمن في التقرير الذي سيتم عرضه في منتدى ''برلمانات الجنوب" الذي ستنظمه الرئاسة الاسبانية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط  في الفترة الممتدة مابين 26 و 28 يناير 2025 بلانزاروت بجزر الكناري.