تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي.. السيد الطالبي العلمي يدعو البرلمانيين الأفارقة للمساهمة أكثر في البحث عن حلول لتحديات القارة

 قال رئيس مجلس النواب، السيد راشيد الطالبي العلمي، اليوم الأربعاء بأبيدجان إنه يتعين على البرلمانيين الأفارقة، أكثر من أي وقت مضى، المساهمة بشكل أكبر في البحث عن حلول ملائمة بهدف رفع كافة التحديات التي تعرفها القارة الإفريقية.

وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة ال66 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، أبرز السيد الطالبي العلمي، وهو أيضا رئيس الاتحاد، أنه رغم كون إفريقيا حققت خلال السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا خاصة في مجال الحكامة والتنمية الاقتصادية، فإن التحديات والانشغالات تظل كثيرة وتتطلب عملا مشتركا.

واستعرض في هذا السياق مختلف الصعوبات التي تواجهها القارة، وخاصة ضرورة تعزيز المؤسسات الديمقراطية وإرساء أسس الحكامة الجيدة ومكافحة الفقر والأوبئة والحد من البطالة ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة والتغيرات المناخية.

ودعا السيد العلمي في هذا الصدد، البرلمانيين الأفارقة إلى صياغة توصيات تمكن من المصادقة على تشريعات وسياسات اقتصادية واجتماعية ناجعة، كفيلة بتشجيع الاندماج والنهوض بمبادئ الحكامة الجيدة السياسية والاقتصادية، والتي تشجع المبادرات التي تكرس أسس التضامن الفاعل، سواء على المستوى القاري أو الدولي.

واعتبر أن القيام بذلك يتطلب قيام الاتحاد البرلماني الإفريقي بتعزيز دوره كقوة اقتراحية، ليس فقط في ما يتعلق "بشعوبنا، ولكن أيضا إزاء حكوماتنا التي تضطلع بمسؤولية وواجب تحقيق التنمية والتقدم لمجتمعاتنا".

وسجل الطالبي العلمي أنه في إطار خطة عمل 2015 للاتحاد البرلماني الإفريقي، تقرر تخصيص المؤتمر الثاني، الذي سينظم بدجيبوتي، لقضية الهجرة، مبرزا أن هذه الإشكالية تحيل على تلك المرتبطة ببطالة الشباب ولكن أيضا الفقر المتنامي.

وقال إن هذا المؤتمر، الذي يتمحور حول إشكالية الهجرة يرتقب أن يجمع برلمانيين منحدرين من البلدان الأصل وبلدان الاستقبال على حد سواء، وسيشكل مناسبة لاقتراح الحلول الملائمة لهذه الظاهرة، مبرزا أن أزيد من ستة آلاف شاب من المهاجرين السريين الأفارقة قضوا نحبهم في عرض البحر الأبيض المتوسط منذ سنة 2013 وأن هذا الرقم يتجاوز 25 ألف منذ سنة 2000.

 

من جهة أخرى، أبرز السيد الطالبي العالمي أن التوصيات الصادرة عن البرلمانيين الأفارقة تتضمن ضرورة أن تجعل البلدان الإفريقية من محاربة الإرهاب بمختلف أوجهه وأشكاله موضوعا رئيسيا، خاصة عبر تعزيز القدرات الوطنية والنهوض بالتعاون الدولي في هذا المجال.

وأضاف أنه ينبغي أيضا إيلاء اهتمام خاص لتحقيق التنمية المستدامة بمختلف أبعادها كغاية اساسية وتمهيدا لإرساء السلم والأمن والتنمية السوسيو- اقتصادية بالبلدان الإفريقية.

وأكد في هذا الصدد على أهمية هاتين القضيتين بالنظر للتهديدات التي يمثلها الإرهاب بالنسبة للسلم والأمن العالميين والجهود التي تبذلها البلدان في مجال التنمية المستدامة.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الاتحاد عن الأسف للعجز التنموي الذي تشهده البلدان الإفريقية والذي يعد مصدرا لجميع الآفات، بما فيها الفقر والأوبئة واللامساواة والاختلالات الاجتماعية، والصراعات الداخلية، وباقي الكوارث التي تقف وراء غياب الاستقرار هذا الذي تشهده القارة الإفريقية.

من جانب آخر، شدد السيد الطالبي العلمي على ضرورة تمكين الاتحاد البرلماني الإفريقي من الوسائل اللازمة كي يكون قادرا على أداء مهامه في أفضل الظروف وعلى التفاعل إيجابيا مع جميع الانتظارات والتطلعات، مرحبا باختيار كوت ديفوار لاحتضان الدورة ال66 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي.

ويتضمن جدول أعمال الدورة، على مدى يومين، عدة نقاط تتعلق بالخصوص بالدراسة والمصادقة على التقرير حول تفعيل قرارات وتوصيات المؤتمر وكذا حساب التدبير برسم سنة 2014.

كما سيشرع المشاركون في إعداد مشروع جدول أعمال المؤتمر ال38 لرؤساء الجمعيات البرلمانية الوطنية، المرتقب في نونبر المقبل بغينيا بيساو، والمصادقة عليه، فضلا عن مشروع جدول أعمال الدورة المقبلة للجنة التنفيذية.

المصدر ومع