يشارك السيد النائب حسن بن عمر، نائب رئيس مجلس النواب في فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، تحت عنوان (التبادل بين الحضارة الصينية والحضارة العربية: من طريق الحرير القديم إلى بناء مستقبل المجتمع المشترك في العصر الجديد) بجمهورية الصين الشعبية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 09 إلى 17 يوليوز 2023
ويندرج هذا المؤتمر الذي عرف مشاركة عدة وفود عربية، يمثلون الأحزاب السياسية ومسؤولين عن الحزب الشيوعي الصيني، في إطار تبادل الأفكار والتجارب الوطنية من أجل تعزيز علاقة الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية وخاصة الصينية المغربية في سياق دولي يتسم بالتحولات المتواصلة والمتغيرات الكبرى على مختلف الواجهات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وتأتي فعاليات هذا المؤتمر في سياق علاقات تعاون مثينة تجمع بين رئيس مجلس النواب، السيد راشيد الطالبي العلمي والسيد ليجي زهاو ، رئيس المجلس الشعبي الوطني الصيني، الذي قام بزيارة لبلادنا يوم 12 ماي 2023 على رأس وفد رفيع المستوى. وقد توجت هذه الزيارة بتعميق الحوار بين البلدين والرفع من التعاون والارتقاء بالعمل التشريعي بين المؤسستين.
وفي مستهل كلمته بمناسبة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أعرب السيد حسن بن عمر عن شكره الخالص وامتنانه العميق لجمهورية الصين الشعبية على جهودها المستمرة في تعزيز التعاون الدولي وتنظيم المؤتمرات العالمية التي تروم تحقيق التعاون، وذلك في إطار رؤية مشتركة لبناء مستقبل أفضل مبني على التفاهم المتبادل بين العالم العربي والصين في مختلف المجالات.
كما استحضر السيد نائب الرئيس الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2016 إلى الصين، والتي ساهمت في الرفع من مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق جديدة ترتقي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على المساواة في التعامل ومبادئ الامتيازات المتبادلة والتنمية المشتركة.
من جهة أخرى، أكد السيد حسن بن عمر على أن الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والصين تعد نموذجا جديدا من التعاون جنوب-جنوب. فالمغرب يعد بالنسبة للصين شريكا استراتيجيا ذا مصداقية وأرضية واعدة للاستثمار، حيث يتوفر على مناخ أعمال محفز، نظرا لموقعه الاستراتيجي المتميز وبنيته التحتية المتطورة، مستحضرا بذلك توقيع المغرب والصين سنة 2017 على مذكرة تفاهم حول مبادرة “الحزام والطريق”.
وفي ختام كلمته، أشار السيد نائب الرئيس إلى ضرورة تثمين المكتسبات بين العالم العربي والصين بصفة عامة والمملكة المغربية بصفة خاصة، وأن المسؤولية المشتركة بينهم تتطلب تعاونا بناء وحوار فعالا، من أجل بناء جسور التعاون وتعميقه.
كما عرفت هذه الدورة، تنظيم عدة ندوات فرعية تمحورت حول تبادل الآراء وتعزيز التشاور حول تاريخ ومستقبل التبادل الحضاري بين الصين والدول العربية وتباحث فرص بناءالحزام والطريق.
وقد توجت أشغال المؤتمر بالتوقيع على بيان ختامي مشترك بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية تم التأكيد من خلاله على العمل على تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية و بذل كل الجهود من أجل بناء مجتمع صيني عربي لمستقبل مشترك للعصر الجديد.
كما دعا البيان إلى احترام التنوع الحضاري للعالم، وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، والدفع بالحضارة الصينية وحضارة الدول العربية لتحقيق تحول إبداعي وتقدم ابتكاري في مسيرة الانفتاح، مع العمل على تعزيز التبادل والتعاون الإنساني والثقافي والحزبي، وتقديم مساهمة إيجابية في بناء شبكة دولية للحوار.
وعلى هامش هذه المشاركة، وفي إطار اللقاءات الثنائية مع المسؤولين الصينيين، عقد السيد النائب حسن بن عمر، نائب رئيس مجلس النواب لقاء مع كل من السيد شي تايفنغ، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، حيث تباحث الجانبان عن دراسة آليات جديدة لتعزيز سبل التعاون في مجموعة من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما تباحث السيد حسن بن عمر مع السيد ليانغ يانشون، أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم، حيث أعرب عن شكره للجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة الصينية لضمان سلاسة سير فعاليات هذه الزيارة وتوفير بيئة مناسبة للحوار وتبادل المعارف بين المشاركين من مختلف الدول والمؤسسات، وعبر عن تفاؤله الشديد ورغبته في مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية المغربية الصينية وتوسيع آفاق التعاون في مجالات جديدة، والتزام المملكة المغربية بتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون المثمر لتحقيق مصالح ومصير مشترك للبلدين وللشعبين الصديقين.