شدد رؤساء الجمعيات الوطنية المشاركين في أشغال المؤتمر ال39 للاتحاد البرلماني الإفريقي، اليوم الأربعاء بالرباط، على ضرورة اتخاذ البرلمانات والبرلمانيين الأفارقة كل التدابير اللازمة لإرساء بيئة كفيلة بضمان المشاركة السياسية للشباب.
كما دعا رؤساء الجمعيات الوطنية في قرار تم اعتماده في ختام أشغال هذا المؤتمر، الذي احتضنته الرباط يومي الثلاثاء والأربعاء، برلمانات القارة إلى العمل من أجل منع التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي من شأنه أن يمهد الطريق لبروز التطرف والعنف.
وبعد أن جدد التأكيد على التزامه من أجل الديمقراطية وقناعته بأن تعزيز الديمقراطية يساهم في استتباب السلم والاستقرار والتقدم الاقتصادي والاجتماعي بالبلدان الإفريقية، شدد الاتحاد البرلماني الإفريقي على الحاجة الملحة للبرلمانات الإفريقية، من حيث هياكلها وطرق اشتغالها، لكي تتلاءم مع البيئة الرقمية من أجل الارتقاء بمعايير الشفافية والمسؤولية من جهة، وكذا الأخذ بعين الاعتبار، من جهة ثانية، أن تكنولوجيا المعلومات الحديثة هي الآن بصدد إحداث تغيير في أنماط مشاركة المواطنين، وخاصة الشباب.
كما حث اتحاد البرلمانات الإفريقية على خلق إطار قانوني وآليات تحترم تنوع فئات المجتمع، وتتضمن تدابير لدعم الجمعيات، وهياكل الحوار ووسائل الاتصال، بما يتيح مشاركة واسعة لمكونات المجتمع المدني في تعزيز الديمقراطية.
وفي ذات السياق، تم إطلاق نداء لدعم السياسات الشاملة لفائدة الشباب، خاصة الفقراء والمهمشين منهم، والتي تهم على الخصوص الصحة والشغل، وتكييف التعليم مع احتياجات السوق، فضلا عن تمكين المقاولين الشباب من القروض، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب المرتبطة بتطوير أداء الشباب.
وتم أيضا توجيه الدعوة إلى البرلمانيين الأفارقة لفتح نقاش برلماني أمام الشباب، لاسيما من خلال التشاور وجلسات الاستماع البرلمانية، وكذا عن طريق وضع استراتيجيات تروم تعبئة الشباب كقوة للتغيير.
ويحث القرار أيضا المؤسسات التشريعية الإفريقية على دعم المشاريع الهادفة إلى تعزيز مشاركة الشباب في التعاون السلمي في مناطق النزاع، ومكافحة الإرهاب، وتنظيم الشباب في مجال مكافحة الفساد، وإنشاء مجالس محلية للشباب، علاوة على تنظيم حملات إعلامية تشجع على مشاركة أكبر للشباب في الانتخابات.
وكانت أشغال المؤتمر ال39 للاتحاد البرلماني الإفريقي، التي احتضنها مقر مجلس المستشارين يومي الثلاثاء والأربعاء، قد تميزت بمشاركة 15 من رؤساء البرلمانات الإفريقية وأزيد من 240 برلماني ينتمون إلى 29 بلدا.
وقد بحث المؤتمرون العديد من المواضيع ذات الصلة بتحديات التنمية المستدامة في إفريقيا، ومكافحة الإرهاب ومشاركة المواطنين، لاسيما الشباب، في تعزيز الديمقراطية.
وتضمن جدول الأعمال، الذي صادقت عليه اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي خلال اجتماعها بالرباط يومي الأحد والسبت الماضيين، مصادقة رؤساء البرلمانات على طلبات الانضمام أو العودة وعلى تقرير الرئيس التنفيذي وتقرير عن أنشطة الأمين العام.
كما صادق رؤساء البرلمانات على تعديلات تهم النظامين الأساسي والداخلي، وتقرير عن أنشطة لجنة النساء البرلمانيات في الاتحاد البرلماني الافريقي، إضافة إلى انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية (لولاية من سنتين) وتحديد تاريخ ومكان انعقاد المؤتمر ال40.
المصدر: ومع.