Aller au contenu principal

كلمة السيد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب في الدورة 22 الاستثنائية لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقدة في جنيف حول موضوع : "العدوان الاسرائيلي على المسجد الأقصى"

17/10/2015

 السيد الرئيس،

السيد الأمين العام،

السيدات والسادة رؤساء وأعضاء الوفود العربية الشقيقة،

الحضور الكرام،

 

يشرفني أن أتناول الكلمة في هذا اللقاء العربي، في خطوة تضامنية كان لابد منها، وذلك في هذه اللحظة العسيرة التي يجتازها شعبنا العربي الفلسطيني المجاهد وهو يواجه من جديد الغطرسة الاسرائيلية والعدوان على أبنائه وبناته العزل، وعلى مقدراته مثلما على المقدسات الاسلامية في القدس.

إنني أُثَمن صادقاً هذه المبادرة بعقد هذا المؤتمر التضامني بكل ما يعنيه وما يرمز إليه من تجاوب وتفاعل سريعَيْن مع الحدث وتطوراته المقلقة.

والواقع أن الأَحداث التي شَهِدتها ولا تزال تشهدها الأراضي الفلسطينية، ومنها بالخصوص مدينة القدس، والهبة الشعبية الفلسطينية الجديدة تستدعيان منا جميعاً وقفة حازمة كشعوب وحكومات وبرلمانات عربية، وأن نبذل الجهد اللازم في دعم الإرادة الفلسطينية الصامدة، وفي السعي إلى إدانة إسرائيل وشجب روحها العدوانية، وفضح مخططاتها المعادية للسلام والأمن وآفاق الحوار والتفاوض.

ولا حاجة إلى العودة إلى جذور القضية الفلسطينية والظلم التاريخي الذي لحق بشعب مطمئن آمن في أرضه وممتلكاته ووجوده وذاكرته. يكفي أن نتذكر فقط ما حدث في دجنبر 1987حين أقدمت سيارة على دهس أربعة فلسطينيين في مخيم جباليا، مما أثار الغضب الفلسطيني على مختلف صور الاهانة والإيذاء واسترخاص الدم الفلسطيني، فكانت الانتفاضة الأولى، انتفاضة أطفال الحجارة التي هزت الضمير  الإنساني في الجهات الأربع من العالم. كما نذكر يوم 28 شتنبر 2000 حين اقتحمت إسرائيلآنذاك الحرم القدسي الشريف ما أثار  موجة غضب فلسطيني جديد اندلعت على إثره الانتفاضة الثانية.

واليوم، تتجه الأوضاع من جديد نحو الاحتقان، والعنف العسكري والأمني الإسرائيلي الممنهج، وما يستدعيه ذلك من ردود فعل نضالية شعبية للشعب الفلسطيني. 

إن الخط الوطني المسؤول الصادق النزيه الذي تنهجه حتى الآن القيادة الفلسطينية لايتعارض مطلقاً مع متطلبات المواجهة الشعبية التي تفرض على أمتنا العربية الاسلامية واجب التفاعلوالتضامن والدعم لا الاكتفاء فقط بالتعبير عن الشجب والإدانة.

إن المفاوضات ليست تاكتيكاً، كما تتصور ذلك إسرائيل، ولاهي فرصة – كما قد يبدو للإسرائليين الواهمين – لربح الوقت وللتغطية على مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتوسيع مساحات الاستيطان، وتهويد القدس، والاحتماء وراء جدار الفصل العنصري، واعتقال المزيد من الفلسطينيين، والاستفراد بعزلة شعب كامل تحت الحصار والقصف والعدوان.

علينا أن نبرز أكثر موقف أشقائنا الفلسطينيين في صراع هاتين الإرادتين، إرادة الحرية والاستقلال الملائمة مع الشرعية الدولية والتي تُوِّجَت مؤخراً بموجة اعتراف دبلوماسي واسعة وبرفع العلم الفلسطيني في فضاء منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، وإرادة تلعب على الوقت وتتلاعب بوسائل الإعلام الغربية وتستهتر بالمجتمع الدولي.

لقد أعطت إسرائيل الإشارة تلو الإشارة على عدم قدرتها على المضي في أفق السلام، ولذلك، شاهدنا ونشاهد كيف يتصيد حكام اسرائيل بعض التصرفات الفردية المعزولة كي يسارعوا إلى تحميل القيادة الفلسطينية المسؤولية والتحلل من التزاماتهم الدولية.

ولكن هيهات، العالم لم يعد هو نفسه. الضمير الانساني الحي أصبح يتوفر اليوم على كل وسائل الاستعلام والاطلاعوالمعرفة. كما أن المستقبل للسلام وللأمن العالميين.

وهُنا، علينا أن نتحرك كأمة عربية، على جميع المستويات، وخصوصاً بالنسبة إلينا كمجتمع برلماني عربي بإمكانه أن ينهض بدور قوي في التعبئة وبلورة مشاريع واتخاذ مبادرات. لابد أن نتحرك دفاعاً عن وجودنا العربي، وعن وحدتنا وقيمنا العربية الأصيلة ومقدساتنا الدينية. 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.