Aller au contenu principal

خطاب يوم السبت 25 ربيع الثاني 1378 الموافق 7 نونبر سنة 1958 بمناسبة افتتاح المجلس الوطني الاستشاري

07/11/1958

الحمد لله

حضرة الرئيس،

حضرات الأعضاء،

نفتتح هذه الدورة لمجلسكم الموقر، و نحمد الله على أن الغاية التي رمينا إليها من تأسيسه تتحقق بطريقة تبعث على الرضى، و إن المهام التي ارتأينا إناطتها بكم تؤدى على أحسن وجه، و ذلك ما يزيدنا اقتناعا بأن التربية السياسية التي لا غنى عنها لممارسة الحياة النيابية، و قد أخذت تنتشر انتشارا يجعلنا نطمئن على أننا سائرون بخطى ثابتة نحو الحياة الديمقراطية الصحيحة، القائمة على أساس صيانة حريات و حقوق الأفراد و التي تضمن تنمية شخصياتهم و مواهبهم، و تساعدهم على تحقيق حياة أفضل، و على مشاركتهم في تقرير السياسية العامة للدولة،  و لا يغيب عنا ما قمتم به خلال السنة المنصرمة، سواء في ذلك مناقشاتكم لمختلف الميزانيات، أو دراستكم للقضايا الوطنية الكبرى التي أمرنا بعرضها عليكم، و بفضل ذلك تسنى لحكومتنا التي تهتدي بهدينا، أن تكون على بينة بصفة تقريبية من مشاغل الرأي العام و اتجاهاته، و أن تسلك الطريق الذي رسمناه لها في سياسة البلاد الداخلية و الخارجية.

و إنكم لتعلمون إننا كنا أعلنا في عدة مناسبات، ومنذ زمن بعيد عزمنا على تزويد البلاد بنظام ديمقراطي سليم في نطاق ملكية دستورية، تلبية لرغبتنا التي ظلت منذ تقلدنا أمر هذه الأمة محط اهتمامنا، و من بواعث كفاحنا في سبيل استرجاع الاستقلال.

وفي الخطاب الذي افتتحنا به الدورة العادية في العام الماضي، قلنا إننا خطونا بتأسيس مجلسكم هذا الخطوة الأولى نحو تأسيس النظام الديمقراطي القويم، و قد قررنا أن نسير خطوة أخرى في هذا السبيل مشيرين بذلك إلى تنظيم الحياة البلدية و القروية عن طريق الانتخابات، بيد أننا عندما عزمنا على تطبيق هذا النظام اعترضنا صعوبات لم نكن نتوقع كثرتها و مدى تعقدها، صعوبات يتطلب تذليلها مزيدا من التبصر والحكمة، فكان لابد لنا من تهيئ قانون الانتخابات الذي يحدد ـ من بين ما يحد ـ شروط الأهلية للمشاركة فيها، و كان لابد لنا أيضا من إعداد لوائح للناخبين، و تحديد دوائر الانتخابات، و إننا لجادون في التغلب على العراقيل و تيسير الأسباب.

لذلك كله قررنا أن نمد في أجل مجلسكم هذا لتستمروا في تأدية المهمة التي أنيطت بكم من طرفنا إلى أن تحدث المؤسسات التمثيلية التي نص عليها العهد الملكي.

و يقينا أنكم ـ و أنتم مقبلون على ممارسة مهامكم من جديد ـ ستواصلون العمل بروح الإخلاص، و بنفس الجد الذي ما فتأتم تعلمون به، مؤكدين أنكم أهل للثقة التي وضعناها فيكم.

سدد الله خطاكم، وثبتنا و إياكم على الحق و الهدى.