Aller au contenu principal

خطاب صباح يوم الإثنين 10 يونيو سنة 1957 خلال الزيارة المفاجئة للمجلس الوطني الاستشاري

09/06/1957

 

لم نقدم إلى هذا المجلس بصفة رسمية و إنما نحن هنا كمغربي ليطلع على سير مجلسكم هذا لما لنا من اهتمام بهذه التجربة الديمقراطية المباركة.

 الحمد لله وحده و صلى الله على مولانا رسول الله

 إن ما سمعناه بواسطة الراديو و قرأناه في الصحف عن هذه الدورة للمجلس الوطن الاستشاري ليدل دلالة قوية على ما لأعضائه المحترمين من اهتمام بالقضايا الوطنية و المشاكل المتنوعة التي يعيش فيها المغرب اليوم.

فعلى جميع أعضاء هذا المجلس أن يعلموا أننا ملكا و حكومة و شعبا في سفينة واحدة لا فرق في ذلك بين أي فرد من أفراد المجتمع المغربي، فلهذا لا يجمل بهم أن يضعوا أنفسهم في شاطئ و الحكومة في شاطئ آخر لأن واجبهم لا يخرج عن نطاق ضيق مضبوط يتلخص في نقطتين:

- تعضيد الحكومة

- معارضة الحكومة ( و لكن بكيفية بنائية إيجابية بحيث لا يقتصر على الانتقاد فحسب بل باقتراح سياسة أخرى جديدة متقنة كفيلة بأن تأتي بنتائج محسوسة )

صرحنا لكم عندما افتتحنا هذا المجلس المبارك بأن وزراءنا هم رهن إشارة كل عضو من أعضاء هذا المجلس، أوصيناكم بمناقشتهم و البحث معهم في النقط الأساسية و الجوهرية لسياسة الدولة في جميع الميادين، و لكننا نبهناكم إلى أخطار الانتقاد السلبي الذي لا يخلف إلا الأحقاد في النفوس و البلبلة في الأفكار، فالبلاد في حاجة ماسة إلى تكتل جميع قواها و جمع كلمتها و توحيد صفوفها لأن المشاكل جمة ومختلفة الأنواع.

فعلى الشعب المغربي أن يعرف حق المعرفة و يوقن عين اليقين أن مدة العمل و الكد لا زالت طويلة إن أراد استقلال بلاده على الوجه الأكمل.

و لكن أملنا في الله قوي و يقيننا به سبحانه وطيد و لتجعلوا أيها الأعضاء شعاركم الدائم نصيحتين لنبينا عليه الصلاة والسلام تكون دستوركم الدائم – الدين النصيحة - ) لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لغيره    (.

و الله سيبارك في جمعنا هذا الذي أسسناه نواة لنظام ديمقراطي صحيح نود أن تتمتع به أوطاننا العزيزة علينا فالديمقراطية مثل أعلى مقدس حاربنا من أجله، و أخذنا على أنفسنا تحقيقه ولا يتم ذلك إلا إذا برهنتم معشر النخبة الثقافية و السياسية المغربية، على نضج تام الشعب النبيل الآبي الذي يستحق أعظم التضحيات في سبيله، و تبصر كامل رائدكم الصالح العام و هدفكم خدمة هذا الوطن.

و الله المستعان في جميع الأحوال أنه سبحانه مجيب الدعاء وولي التوفيق.