Aller au contenu principal

كلمة السيد رشيد العبدي النائب الثاني لرئيس مجلس النواب في الملتقى التواصلي مع السيدات والسادة المستشارين في الشؤون البرلمانية.

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

 

السيد رئيس مجلس المستشارين

السيد وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة

السيد مدير مديرية المغرب الرقمي

حضرات السيدات والسادة

 

اسمحوا لي بداية أن أعرب لكم عن إعتذار السيد رئيس مجلس النواب عن حضور أشغال هذا الملتقى التواصلي التي دأبت الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني على تنظيمه، وذلك  بحكم تواجده في مهمة رسمية خارج أرض المملكة ، معبرا لكم عن متمنياته الصادقة بأن تكلل أشغال هذا الملتقى التواصلي بكامل التوفيق والسداد .

إن هذه المبادرة إن كانت تدل على شيء فإنما تدل على علاقات التعاون المتميزة والقوية والمثمرة القائمة بين المؤسستين البرلمانية والحكومية اللتين تتطلعان دائما إلى أن تكونا في مستوى الواقع الدستوري الجديد، ومتطلبات المرحلة السياسية ورهاناتها ، والارتقاء بمؤسساتنا الى تطلعات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

وما من شك أن هذا الملتقى الذي يجمعنا اليوم ليترجم في عمقه إرادتنا الصادقة والثابتة في إضفاء المزيد من الفعالية والنجاعة على العمل البرلماني وتجويد آلياته وأسسه التنظيمية والعملية ، والرغبة في التحفيز  على الاجتهاد المتواصل والابتكار المجدد والعمل الميداني الذي يمكننا من ترسيخ التراكمات التي حققتها الحياة السياسية والبرلمانية لما يزيد من خمسة عقود من الزمن.

 

حضرات السيدات والسادة

لقد عرف المغرب خلال السنوات الاخيرة طفرة نوعية على مستوى هيكلة ووظيفة الدولة ، وباشر على إثره مجموعة من الإصلاحات البنيوية التي تروم تحديث المؤسسات، وتقوية البناء الديمقراطي ، وترسيخ الممارسات السياسية الفضلى ، وتعزيز قيم التعددية والمشاركة  والحكامة الجيدة.

وقد كانت المؤسسة البرلمانية في قلب هذه التحولات النوعية بحكم المراجعة الدستورية لسنة 2011 التي منحت المؤسسة البرلمانية مكانة متميزة في النظام السياسي والدستوري ، وخولت لها عددا من الاختصاصات والوظائف المهمة ، ومكنتها من مجموعة من الوسائل الدستورية في علاقاتها مع السلطـــــــــــــــــــــــــة التنفيذية سواء في المجال التشــــــــريعي أو الرقابي أو غيره من الانشطة التي تهم المؤسستين معا.

وانطلاقا من هذه التحولات العميقة ، فإننا نتطلع جاهدين من موقعنا في مجلس النواب أن نكون في مستوى هذه الرهانات، والعمل على توجيه الفكر والممارسة البرلمانية بما يمكننا من ترسيخ نموذج برلماني قادر على استيعاب المستجدات الوطنية والدولية .

وتجسيدا لهذه الارادة ، عملت المؤسسة النيابية على وضع مجموعة من الاسس والدعامات الهادفة الى تطوير المجلس وتأهيل الياته التنظيمية والتقنية والعملية .

 وفي هذا الاطار ،حرصنا على الانفتاح أكثر على التكنولوجيات الحديثة من خلال فتح ورش مهم يتعلق برقمنة أرشيف الاسئلة الشفوية والكتابية منذ سنة 1963 ، وكذا رقمنة المساطر والعمليات المتعلقة بالمراسلات وبالتدبير الالكتروني للمساطر والعمليات المتعلقة بالاسئلة الكتابية والشفوية ، كما ينكب المجلس حاليا على استكمال رقمنة المساطر والعمليات التشريعية بما في ذلك وضع تعديلات السيدات والسادة النواب بطريقة الكترونية .

وفي خطوة رائدة على المستوى الجهوي عمل مجلس النواب على انجاز نظام للاستنساخ الاوتوماتيكي لمحاضر الجلسات العمومية يمكن من التعرف الالي على التدخلات، ومن تحويل الصوت الى نص ، يستخرج منه محضر الجلسة أو الاجتماع، وذلك خلال ساعات قليلة بعد انتهائها.

ومن المؤكد أن هذا الملتقى الذي يجمعنا اليوم ، هو فضاء للتأكيد مجددا على هذه الروح الوثابة التي طبعت مسارنا السياسي ، وجعلها مرجعا حقيقيا لمزيد من التعاون والتواصل والتفاعل الايجابي، وذلك من أجل تطوير الممارسات الفضلى، وتقوية رصيدنا التاريخي ، متمثلين في ذلك التجارب المقارنة ، والممارسات الناجحة على المستوى الدولي.

وفي السياق ذاته ، نأمل أن يكون هذا اللقاء التواصلي فرصة لجعل السيدات والسادة المستشارين في الشؤون البرلمانية في قلب هذا الافق الجديد والمتجدد في علاقة البرلمان بالحكومة ، وإطلاعهم على واقع العمل البرلماني وخصوصياته ومستجداته ورهاناته وأفقه العام ، والعمل على جعلهم دعامة أساسية في توطيد علاقتنا المؤسساتية ، ومواكبة العمل البرلماني في مظاهره المختلفة .

وأريد أن أؤكد لكم بهذا الخصوص أن مجلس النواب رئاسة  ومكتبا سيبقى منفتحا على المؤسسة الحكومية ، وكافة الارادات الخيرة والكفاءات الحاضرة معنا في هذا الملتقى عبر الحوار والإنصات المتبادل وتبادل الاراء و ترسيخ فضيلة الحوار ، وذلك تعزيزا لدورنا الدستوري ومسؤولياتنا السياسية حتى نكون عند حسن ظن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وفي الختام أجدد لكم نيابة عن السيد الرئيس عن الاعتزاز بهذه الدعوة الكريمة ، متمنيا لكم ولأشغال هذا الملتقى التواصلي كامل التوفيق والنجاح.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته