السيد الوزير، تحظى منطقة بئر كندوز بعمالة إقليم أوسرد التي يتبع لها معبر الكركرات الحيوي والمهم للتجارة المغربية والدولية المتجهة من وإلى العمق الافريقي للمغرب بأهمية بالغة لدى الفاعلين الاقتصاديين المحليين والدوليين، وهو ما يتطلب إيلاءها عناية كبيرة نظرا لكون هذا الإقليم الفتي والحديث الذي يتميز بشساعته وبعده عن بقية المراكز الحضرية يحتاج إلى دفعة قوية من أجل الإقلاع الاقتصادي به في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه سنة 2016، وفي ظل التطورات الإيجابية التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية خصوصا منها العملية السلمية الناجحة لتحرير معبر الكركرات من قبل القوات المسلحة الملكية بإشراف مباشر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب العامة، وبعد الاعترافات الكبيرة لعدد مهم من الدول الكبرى بسيادة المغرب التامة والمطلقة على أقاليمه الجنوبية. فعلى إثر الزيارة الميدانية التي قام بها الفريق البرلماني الاستقلالي للوحدة والتعادلية بالبرلمان بغرفتيه إلى معبر الكركرات، لاحظنا أن هذا الإقليم الفتي لا يتوفر على مستشفى إقليمي يلائم وضعه كمعبر رئيسي بين المغرب وجيرانه وممرا مهما للعديد من العابرين والمستثمرين والتجار، ونظرا أيضا لشساعة الإقليم الفتي وبعده الكبير عن المراكز الحضرية الكبرى (حولي 500 كيلومتر عن مدينة الداخلة، حوالي 1100 كيلومتر عن مدينة العيون، حوالي 2500 كيلومتر عن مدينة الدار البيضاء، حوالي 600 كيلومتر عن العاصمة الموريتانية نواكشوط وحوالي 200 كيلومتر عن مدينة نواذيبو الموريتانية)،وهو ما يؤثر بشكل جلي على الاستقرار به وأيضا لا يساهم في جلب الاستثمارات الصناعة والتجارية والعمرانية بهذه المنطقة الحيوية والمهمة لبلادنا باعتبارها بوابة المغرب نحو عمقه الافريقي، وهي المنطقة التي يمكن أن تكون رافعة لوجيستيكية للاقتصاد الجهوي خصوصا والاقتصاد المغربي عموما نظرا لقربها من الحدود ولقربها من مشروع الميناء المتوسطي الكبير، ولعدد العابرين بها بشكل يومي، مما يوفر المناخ المثالي لتكون رافعة للتنمية ومنطقة اقتصادية ومركزا لوجيستيكية للتصدير نحو بلدان غرب ووسط افريقيا، وهو ما يجعل هذه المنطقة منطقة جذب للاستثمار الوطني والأجنبي والافريقي، في حين أن المنطقة لا زالت لا تتوفر على بنية صحية ملائمة لهذا العدد المتزايد من المستقرين بها من سكان المراكز الحضرية والقروية وقرى الصيادين والمسافرين العابرين باتجاه العمق الافريقي للمغرب. هذا بالإضافة إلى ما تمثله المنطقة من أهمية حيوية لمرور التجارة البرية المغربية والدولية نحو العمق الافريقي للمغرب الذي يحظى باهتمام كبير من طرف جلالة الملك نظرا لكونها البوابة الجنوبية للمملكة ومعبرا مهما للتجارة الدولية كما اتضح ذلك مؤخرا من الدعم الدولي الكبير والواسع لعملية تحرير المعبر حفاظا على تدفق البضائع وتنقل الأشخاص بين القارتين الافريقية والأوروبية، كما ان من شأن إحداث هذا المستشفى أن يساهم في الاستقرار بها وأن يساهم بشكل كبير في تعميق التعاون الاقتصادي والسياحي والثقافي بين المنطقة ودول غرب إفريقيا نظرا للعدد الكبير من العابرين من البلدان الافريقية والسياح القادمين من مختلف بلدان العالم، لتكون هذه المنطقة بذلك مجالا لالتقاء الثقافات المتنوعة التي تزخر بها المنطقة خصوصا وبلادنا عموما وبقية البلدان المجاورة بما يعزز العلاقات الإنسانية بعموم شمال افريقيا. لذا نسائلكم السيد الوزير عن الإجراءات التي تعتزمون القيام بها من أجل التسريع بإحداث مستشفى إقليمي بمركز بئر كندوز بإقليم أوسرد بشكل يليق بهذا الإقليم الفتي والمتميز بشساعة المساحة والبعد عن المراكز الحضرية الكبرى؟ وما هي التدابير التي ستتخذونها لتعزيز العرض الصحي بمختلف ربوع هذا الإقليم الحديث؟