Questions écrites

تعتبر عدد من المناطق النائية الواقعة بنفوذ جهة درعة تافيلالت من بين المناطق المعروفة على الصعيد الوطني بالحوادث المرتبطة بالتسمم الناتج عن لسعات العقارب ولدغات الثعابين السامة والتي تعرف تكاثرا كبيرا مع بداية فصل الصيف واشتداد الحرارة . فبالنظر إلى بعد المراكز الاستشفائية عن المناطق النائية وغياب سيارات الإسعاف، وانعدام اللقاحات والأمصال والأدوية المضادة للسموم بأغلبية البنايات الصحية في هذه المناطق، تصبح حياة ضحايا لسعات العقارب مهددة بخطر الموت المحقق. كما حصل مؤخرا لطفلة لم تتجاوز من العمر الأربع سنوات تنتمي لإحدى قرى إقليم زاكورة وبعد تعرضها للدغة أفعى سامة، تطلب الأمر نقلها إلى مستشفى سيدي حساين بمدينة ورزازات والذي يبعد بأزيد من 100 كلم عن مكان إقامة أسرة الطفلة، لتلقى حتفها داخل المستشفى في ظل التأخر في حصولها على الإسعافات اللازمة والتي كان بإمكانها أن تنقذ حياتها، ناهيك عن وجود أنباء على أن مستشفى سيدي حساين بدوره لا يتوفر على الأمصال المضادة لمثل هاته اللدغات. الأمر الذي خلف استنكارا واستياء عارمين لدى ساكنة إقليم زاكورة والمناطق المجاورة حول ملابسات وفاة الطفلة وتدني الخدمات الصحية بهذه الأقاليم. إن حجم معاناة السكان والرعب الذي يعيشونه طيلة فترات الصيف والتهديد الذي تمثله اللسعات المسموة يدفعنا للتساؤل عن الأسباب الكامنة وراء التأخير الحاصل في اتخاذ التدابير الميدانية والإجراءات العملية في الوقت المحدد لإنقاذ ساكنة المناطق المعرضة لهذه الحوادث من السموم القاتلة لهذه العقارب والحشرات وتفادي الوقوع في الحوادث القاتلة؟ وهلا فتحت الوزارة تحقيقا في الموضوع للوقوف على حيثيات هذه الوفاة وتحديد المسؤوليات لتفادي تكرار مثل هذه المآسي؟ ولماذا لا تعمل الوزارة على توفير الأمصال المضادة لتسممات الأفاعي وتقريب الخدمات الصحية وتوفير اللقاحات المضادة للسموم في الأماكن المهددة قبل حلول فصل الصيف للحد من عدد الوفيات الناتجة عن لسعات ولدغات هذه الحشرات المسمومة.