يكتسي مركز مولاي عبد السلام بن مشيش أهمية بالغة، سواء على مستوى إقليـم العرائش أو على الـمستوى الوطني، نظرا لما يمثله من خصوصية بوصفه نقطةَ جذبٍ جهوية ووطنية وإفريقية وعالمية للسياحة الجبلية والروحية والصوفية على السواء؛ حيث يشكل ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش وجهةً يقصدها مئات الآلاف من الزوار سنويـا، مما يستوجب معه توفير الظروف الـمناسبة للساكنة والزوار، حتى يضطلع الـمركز بالدور الـمنوط به على الوجه الأمثل. وفي هذا الإطار، استبشرَ ساكنة مركز مولاي عبد السلام بن مشيش خيرا ومعهم عامة الزوار من مختلف أنحاء الـمغرب، منذ فاتح أكتوبر 2018، بقرب الشروع في تنفيذ الاتفاقية الـمتعلقة بتأهيل مركز مولاي عبد السلام بن مشيش، وهي الاتفاقية التي تمت بلورتها بكيفية تشاركية مع عدد من الـمصالح القطاعية اللاممركزة بإقليـم العرائش، حيث انعقدت سلسلة من الاجتماعات التنسيقية والخرجات الـميدانية، وبإشراف ومتابعة مباشرة من السيد عامل إقليـم العرائش. وجدير بالذكـر أن الاتفاقية الـمذكورة تتضمن 15 مشروعـا ذا وقع كبير على مستوى تعزيز الـمركز ببنيات تحتية طرقية وإنجاز فضاءات سوسيو رياضية وثقافية واجتماعية، وذلك بكلفة مالية تناهز 159 مليون درهـم. ومن ضمن الـمتدخلين الـمعول على مساهمتهم في تمويل تلك المشاريع، نذكـر وزارة الداخلية، وذلك بغلاف مالـي يبلغ 3 مليون و170 ألف درهـم. لكن هذا الاستبشار ما فتئ يخفت نظرا لعدم الشروع -إلى حدود اليوم -في تنفيذ أيِّ من الـمشاريع الواردة في الاتفاقية الـمذكورة منذ ما يقرب من سنتين. لذا، نسائلكـم عن مآل الاتفاقية، ومصير الـمشاريع الـمضمنة فيها، نظرا لما تكتسيه من طابع استعجالي لأجل تعميم التنمية وتوسيع مجالها بالـمركز الـمذكـور، وذلك خدمة للدور الطلائعي لبلادنا على صعيد الدبلوماسية الدينية والروحية، واستثمارا للمؤهلات الطبيعية لهذه المنطقة الجبلية الواقعة في أحد أغنى المجالات الغابوية الرطبة بحوض البحر الأبيض المتوسط.