كما تعلمون السيد الوزير المحترم، أنه لا حديث هذه الأيام في عمالة إقليم جرسيف إلا عن موضوع لجوء السلطات الإقليمية إلى تعبئة الأراضي الجماعية وتوجهيها نحو الاستثمار بطرق غير مقبولة، حيث تم استقبال عشرات الملفات تحت ذريعة الأكرية الاستثمارية من لدن أطراف همها الوحيد هو تقوية رصيدها العقاري والتي تقدر مساحاتها بالمئات الهكتارات، وفي سرية تامة، رغم أن هذه الأراضي هي عبارة عن استغلاليات لذوي الحقوق عن طريق الزراعة البورية والرعي في إطار حق الانتفاع من الأراضي الجماعية، وذلك منذ أمد بعيد، وهو ما سبق أن أوضحته لكم في سؤال سابق. وحيث أنه في ظل هذا النقاش الحاد، والذي ساهم في انبثاق احتقان اجتماعي لم يسبق له نظير، بدل انبثاق طبقة فلاحية وسطى كما أكد على ذلك جلالة الملك، عمل سكان دوار أولاد امحند اعناتن الجل 3 بقيادة صاكة على تقديم شكاية وتعرض في الموضوع إلى السلطة المحلية والإقليمية، موضحين من خلالهما أنهم يستغلون قطعة أرضية جماعية في رعي الأبقار والإبل والأغنام، وأنها آلت إليهم بالتوارث أبا عن جد، إلا أنهم فوجئوا مؤخرا بقدوم مهندس طبوغرافي إلى عين المكان، وأخذ في وضع تصميم لها، معلنين رفضهم المطلق لكرائها للغير، على أنهم أولى بها لكونهم من ذوي الحقوق. وحيث أنهم يؤكدون على تسجيل تعرضهم في هذا الموضوع، مطالبين في الوقت نفسه على إبقاء الحالة كما كانت عليه. وحيث أن جلالة الملك أكد في خطابه بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية على تعبئة الأراضي الفلاحية المملوكة للجماعات السلالية قصد إنجاز المشاريع الاستثمارية في المجال الفلاحي، على أن تتم تعبئة، على الأقل، مليون هكتار إضافية من هذه الأراضي، وذلك لما يمكن أن تشكله من رافعة قوية لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي وخاصة لذوي الحقوق. وحيث أنه في إطار التوجيهات الملكية المشار إليها أعلاه، واعتبارا لكون الساكنة المعنية بالتعرض من ذوي الحقوق في الأراضي الجماعية المذكورة، فإن الاستجابة لمطلبهم وتأطيرهم من شأنه أن يساهم بشكل مباشر في الإقلاع بالوسط القروي وفي خلق طبقة متوسطة فلاحية، تضطلع بدور رائد في المسلسل التنموي للبلاد. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم: ـ ما هو مآل شكاية وتعرض سكان أولاد امحند اعناتن الجل 3 بقيادة صاكة، إقليم جرسيف؟ ـ وما هي الإجراءات التي ستتخذها وزارتكم من أجل إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه؟ ـ وما هي الآجال الزمنية والإجراءات العملية التي ستتخذ لحث السلطات الإقليمية على التراجع عن خطوتها؟