Questions Orales

عاش أفراد الجالية المقيمين بالخارج ظروفا اقتصادية واجتماعية جدّ صعبة خلال السنتين الأخيرتين بسبب التداعيات السلبية لأزمة فيروس كورونا المستجد. غير أن هذه الظروف العصيبة، والتي نتج عنها فقدان العديد منهم لوظائفهم ومصدر رزقهم، لم تؤثّر على العلاقة الوطيدة التي تربطهم بالوطن الأم. إذ كانوا ينتظرون بكل لهفة وشوق قرارا يرخص لهم بالعودة إلى أرض الوطن لزيارة الأهل والأحباب. واستبشر هؤلاء المواطنات والمواطنون خيرا بعد القرار الحكومي الخاص بعملية عبور مرحبا 2021، لكن هذه الفرحة سرعان ما اصطدمت بارتفاع صاروخي في أثمنة التذاكر التي تطّبقها شركات النقل البحري الرابطة بين المغرب وعدد من المدن الأوروبية، خاصة ميناءي سيت الفرنسي وجنوة الإيطالي، وذلك مباشرة بعد صدور البلاغ الحكومي. وَيُتوقّع أن يتراجع آلاف مغاربة أوروبا عن فكرة العودة إلى أرض الوطن خلال الموسم الجاري بسبب هذا الارتفاع الصاروخي في الأسعار، وهو ما من شأنه أن يُلْحِق أضرارا جسيمة بالاقتصاد الوطني، باعتبار مغاربة العالم مساهمين رئيسيّين في تنشيط الدورة الاقتصادية خلال فصل الصيف وإنعاش القطاع السياحي. وهو ما نحن في أمس الحاجة إليه للتخفيف من التداعيات الاقتصادية السلبية التي خلفتها جائحة كورونا على البلاد. كما أن هذا الارتفاع المهول في أثمنة تذاكر السفن والطائرات يجعل عملية العبور لهذه السنة مقتصرة فقط على أغنياء مغاربة العالم، في حين أن العملية الاستثنائية لفتح الحدود هي في الأساس ذات بعد إنساني. وعليه، نسائلكم عن الإجراءات والتدابير التي تعتزمون اتخاذها من أجل التحكم في أسعار هذه التذاكر، وجعلها في متناول المغاربة المقيمين بالخارج من أجل تمكينهم من ربط صلة الرحم مع ذويهم وأقاربهم وأيضا من أجل إنقاذ الموسم السياحي خلال هذا الصيف؟