لا شك أن النجاحات الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب خلال الآونة الأخيرة، وفي مقدمتها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة بلادنا على كافة منطقة الصحراء المغربية، وكذا إقدام مجموعة من الدول الإفريقية والشقيقة على تدشين وفتح قنصليات لها بأقاليمنا الجنوبية، قد أثارت نقمة الأطراف المناوئة والمعادية لوحدتنا الترابية، الأمر الذي أفضى بها إلى اللجوء لممارسات تدخل في باب الإجرام على مستوى القانون الدولي، ممارسات قائمة على استفزازات عقيمة ومناورات بائسة كما ورد في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 45 لملحمة المسيرة الخضراء. غير أن هذه النجاحات الدبلوماسية المهمة، لا ينبغي أن تحجب عنا بعض التعثرات والانتقادات التي وجهت لها، من قبيل طريقة التعاطي مع ملف المغاربة العالقين بالخارج وملف الجالية المغربية، التي يصل عددها إلى ما يقارب 5 ملايين و800 ألف مواطنة ومواطنا؛ وكذا ضعف مساهمة الدبلوماسية الاقتصادية في التشجيع على إطلاق دينامية جديدة للاستثمار بالأسواق الإفريقية، وفي التعريف بالفرص التي تتيحها أزيد من 1000 اتفاقية شراكة مبرمة مع عدد هام من دول القارة السمراء؛ ناهيك عن ضعف مساهمتها في جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي نحن في أمس الحاجة إليها في ظل الظرفية الاقتصادية الحرجة التي بات يعيش على وقعها الاقتصاد الوطني. تبعا لذلك، نسائلكم عن نجاحات وتعثرات الدبلوماسية المغربية في ظل التحديات المطروحة أمامها؟