Questions Orales

رغم كل الجهود التي بذلها المغرب لأجل إصلاح وتطوير المنظومة الصحية والرقي بها نحو الأفضل، فإن هذا القطاع لم يكتب له بعد الخروج والإفلات من "عنق الزجاجة"؛ فلا تزال المشاكل والاختلالات (على كل المستويات: المادية والبشرية والتدبيرية) ترخي بظلالها على هذا القطاع الصحي الذي ما يزال المغاربة ينظرون إليه بكثير من الريبة والتوجس وعدم الثقة. أما تفشي وباء كرونا المستجد، فقد أعاد النقاش من جديد حول هذا القطاع إلى الواجهة، وجعله في مرمى نيران النقد من قبل المواطنين ومهنيي القطاع على حد سواء؛ فثمانية أشهر من انتشار هذا الوباء كانت كافية للاستنتاج والإقرار بأن المنظومة الصحية لبلادنا ماضية نحو مزيد من التدهور والتردي؛ ولا أدل على ذلك من إلقاء نظرة على المؤشرات التي تقر بأن الحكومة فشلت، من جهة أولى، في معركة محاصرة هذا الوباء، حيث إن بلادنا ما تزال تمر من وضعية صعبة ومقلقة فيما يتعلق بارتفاع عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19 في صفوف المواطنات والمواطنين، وارتفاع عدد الوفيات بصورة تدعو لمزيد من القلق، وازدياد نسب عدد المخالطين... الخ، وذلك بالرغم من كل التدابير والإجراءات الاحترازية (القاسية أحيانا) المعمول بها لأجل الوقاية ومحاصرة الوباء والحد من تداعياته. كما فشلت الحكومة، من جهة ثانية، في معالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للجائحة، سيما وأن بلادنا لا تزال تعاني من التداعيات الكارثية على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناتجة عن استشراء الوباء؛ الأمر الذي أثار ويثير انتقادات بالجملة للقطاع، وخاصة الأوصياء عليه الذين أبانوا عن عجز بيّن في تدبير هذه الأزمة الصحية وتطوراتها. تبعا لذلك؛ نسائلكم عن استراتيجية الحكومة لمواجهة تداعيات وتطورات الوضعية/ الأزمة الصحية ببلادنا؟