لاحظنا مؤخرا أن عددا من قنصليات المملكة بالخارج لا تحترم العطل الرسمية وأيام الأعياد الوطنية بما في ذلك ذكرى استرجاع واد الذهب وعيد المولد النبوي الذي يعد عيدا يميز المغرب والمغاربة. كما لاحظنا أيضا باستغراب وتساؤل أن عددا كبيرا من القنصليات لا تحترم الاتفاقيات الدولية في العمل الديبلوماسي والقنصلي ولا سيما اتفاقيات فيينا لسنة 1963 التي حرصت على احترام البلد المضيف في هذا الجانب. وبذلك فإن أي مخالفة لهذه القواعد والأعراف الديبلوماسية يتعلق بإغلاق أبوابها يعد استهتارا ثقافيا وخطأ ديبلوماسيا بروتوكوليا مهما ومسا بسمعة المغرب واحترامه لصداقاته الدولية. هذا ما لاحظه البعض عند فتح تلك القنصليات مكاتبها للعمل في أعياد وطنية مهمة كذكرى استرجاع وادي الذهب الصيف الماضي، ذات المدلول الوطني المهم المرتبط بالوحدة الوطنية وبقضية الصحراء المغربية، الشيء الذي يعطي انطباعا سيئا للسلطات الأجنبية وللمراقبين عن مدى احترام المسؤولين الديبلوماسيين المغاربة لرمزية وحدتهم الوطنية ولأهمية القضية الوطنية في وجدناهم. كما أن الاشتغال في أيام العطل بدون وجود مبرر موضوعي مستعجل، يعطي نظرة سيئة لنشطاء حقوق الإنسان الدوليين بما في ذلك المنظمات الحقوقية الأجنبية، عن مدى احترام الإدارة المغربية لضمانات وحقوق الموظف العمومي الذي يشتغل بالخارج بمنطق السخرية بدون مراعاة نظرة المتتبعين الأجانب لمدى مصداقية أطروحة حقوق الإنسان وحقوق الموظف المغربي، مما يجعل سلوكات بعض المسؤولين القنصليين بمثابة مادة دسمة عن ضعف ثقافة احترام الحقوق الإنسانية عند الإدارة المغربية. لذلك نسائلكم السيد الوزيرالمحترم، عما تقومون به من أجل احترام حقوق الموظفين وصيانة صورة المغرب واحترام أعياد البلدان المضيفة.