بعد مضاعفة عدد المؤسسات المعنية بمشروع المدرسة الرائدة خلال الموسم الدراسي الحالي، تم تسجيل ارتباك كبير وارتجال في تنزيله عكس الموسم الفارط. بداية تم تسجيل تأخر في تأهيل العديد من المؤسسات المعنية بهذا المشروع خلال هذا الموسم، مما تسبب في تمديد المرحلة الأولى منه، مرحلة "طارل" أو مرحلة التدريس وفق المستوى المناسب، ليس هذا فقط بل تم تسجيل تأخر توصل المؤسسات بالعدة الإلكترونية والبيداغوجية التي يعتمد عليها هذا المشروع بشكل أساسي، فيما لم تتوصل العديد من المؤسسات بالعدد الكافي من الكراسات ما دفعها إلى الاستعانة بعملية النسخ. وخلال المرحلة المخصصة للتعليم الصريح أي المرحلة الثانية من مشروع المدرسة الرائدة، فقد عرفت سلسلة من القرارات الارتجالية انعكست على السير العادي للمؤسسات التعليمية، بدءا من برمجة التكوين خلال فترة الدراسة مما أدى إلى توقفها لمدة ناهزت أسبوع، قبل أن يفاجأ الأساتذة مباشرة بعد فترة التكوين بإرسال الدروس في شرائح إلكترونية في أوقات متأخرة من الليل وأحيانا في وقت الفجر، فضلا عن عدم إدراج عدد منها بالمنصة المخصصة لذلك، وبالتالي إلزام الأساتذة باستعمال وسائل بديلة خاصة تطبيق "الواتساب" ما جعلهم يعيشون وبشكل يومي ضغطا رهيبا بين مطرقة الإعداد لهذه الدروس وسندان تدريسها بما تتضمنه من أخطاء وحشو لا يتلاءم مع المدة المخصصة لها والمحددة في 70 دقيقة. بعد أسابيع من الارتباك والتأخر في إرسال الدروس، سيفاجأ الأساتذة ببرمجة متسرعة لأسبوع التقويم قبل الفترة المبرمجة في المشروع، ما ترتب عنه ارتجال كبير للغاية جعل المؤسسة الواحدة تنقسم إلى عدة أقسام، حسب تخصص المدرس، كما تسبب تأخر طباعة الكراسات الخاصة بهذه المرحلة في عدم الاعتماد عليها بعدد من المديريات والأكاديميات خاصة بالنسبة لمادتي اللغة العربية والفرنسية. حالة الارتباك والارتجال يمكن معاينتها بشكل جلي في الشرائح الإلكترونية الخاصة بمرحلة التقويم التي تضمنت العديد من الأخطاء في المضمون والبرمجة ومقترحات بديلة عن الكراسات التي لم يتم طباعتها، الإشكال الذي تسبب في ضغط رهيب للأساتذة سيما في ظل غياب تدخل لجان التأطير لتدقيق الشرائح قبل إرسالها للأساتذة عوض إرسالها على حالتها كما أرسلها الفريق المركزي. إضافة إلى ما سبق، تميز مشروع الريادة بإلغاء كلي للأنشطة الموازية وتخليد المناسبات الوطنية والأيام الدولية، لغياب الوقت الكافي لبرمجتها، الأمر الذي يتناقض مع مبادئ خارطة الطريق التي وضعتها الوزارة فيما سبق، والتي تولي عناية كبيرة بهذه الأنشطة، قبل أن يتم تغييبها عن مشروع الريادة الذي يعتبر تنزيلا عمليا لهذه الخريطة. لذا نسائلكم السيد الوزير المحترم، ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لمعالجة الارتباك والارتجال في تنزيل مشروع الريادة؟