تعتبر التدفئة في المؤسسات التعليمية والأقسام الداخلية من الأساسيات التي تساهم في توفير بيئة تعليمية صحية وآمنة للتلاميذ، خصوصًا في المناطق التي تشهد انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، مثل إقليم الحسيمة الذي يقع في سلسلة جبال الريف، حيث تعرف العديد من المناطق في فصل الشتاء ظروفًا مناخية قاسية تتمثل في انخفاض شديد في درجات الحرارة، مما يعرض صحة التلاميذ والمتمدرسين للخطر، خاصة في الأقسام الداخلية التي تضم أطفالا صغارا يواجهون صعوبة في التكيف مع هذه الظروف القاسية. وللإشارة يبلغ عدد الأقسام الداخلية في الثانويات الإعدادية والتأهيلية بإقليم الحسيمة 36 قسمًا، بالإضافة إلى 12 مدرسة جماعاتية تضم ما يناهز 3115 تلميذًا وتلميذة يستفيدون من الإيواء. ورغم الجهود المبذولة من طرف الوزارة لتحسين جودة التعليم في هذه المناطق، فإن شدة البرد في العديد من هذه المؤسسات تؤثر بشكل سلبي على إيقاع تمدرس التلاميذ وقدرتهم على التركيز، مما ينعكس على تحصيلهم الدراسي. لذلك؛ فإن غياب وسائل تدفئة كافية في الأقسام الداخلية والمدارس الجماعاتية يزيد من معاناة التلاميذ، خاصة الأطفال الصغار الذين يقيمون في هذه الأقسام الداخلية بعيدًا عن أسرهم. ومن المعروف أن التدفئة غير الكافية قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالبرد الشديد كالأمراض التنفسية، مما يعرقل العملية التعليمية ويؤثر على نموهم العقلي والجسدي؛ وبالتالي، فإن توفير بيئة صحية ومؤسسة حاضنة وراعية للأطفال المتمدرسين الذين تستقبلهم المؤسسات التعليمية بعيدًا عن أسرهم أصبح أمرًا بالغ الأهمية لضمان صحتهم وتمدرسهم في ظروف جيدة و يجنبهم من الانقطاع والهدر المدرسي. وفي هذا الصدد، أسائلكم السيد الوزير المحترم: - ما هي الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتوفير تدفئة مركزية مناسبة في المؤسسات التعليمية والأقسام الداخلية بإقليم الحسيمة؟ - ما هي استراتيجية الوزارة لتأمين بيئة مدرسية صحية وآمنة للمتمدرسين، وتوفير التدفئة بالمؤسسات التعليمية التي توجد بالمناطق الجبلية الباردة؟