السيد الوزير المحترم؛ تُعتبر العدالة الإدارية من الركائز الأساسية التي تضمن الاستقرار الوظيفي وتحفز الموارد البشرية على تحقيق الأداء المطلوب. إلا أن المتصرفين التربويين خريجي مسلك الإدارة التربوية، ضحايا المرسوم 2.18.294 سابقا، يعانون من اختلالات إدارية وتفاوتات في الاستفادة من الحقوق المكتسبة، وهو ما أثر سلبًا على مسارهم المهني واستقرارهم الوظيفي. حيث ان صدور المرسوم 2.18.294 حرم الافواج من 2015 الى 2018 من اقدميتهم المكتسبة، واستمر الحيف حتى بعد تعديله باحتساب السنة الموالية للتخرج لهذه الفئة عوض سنة التخرج الفعلية بمعنى أن الذين تخرجوا في شتنبر 2018 احتسبت لهم وزارتكم شتنبر 2019 وهكذا دواليك، والاصل ان يتم احتساب سنة التخرج. وقد ترتب عن ذلك تأخير ترشحهم لخارج السلم بسنة واحدة ليجدوا أنفسهم متذيلين أسفل الترتيب مقارنة بأفواج لاحقة. في هذا السياق، يواجه هؤلاء المتصرفون التربويون غياب العدالة في منح سنوات الأقدمية الإدارية، حيث استفادت بعض الأفواج اللاحقة (2020، 2022، و2023) من سنوات اعتبارية، بينما تم إقصاء هذه الفئة منها، مما خلق حالة من عدم المساواة بين فئات من نفس الإطار. إضافة إلى ذلك، يشتكي بعض المتضررين من إغفال الاعتراف بأقدميتهم المهنية، حيث يتوفر العديد منهم على تجربة مهنية تصل إلى 31 سنة. علمًا أن البعض منهم كان من ضحايا "زنزانتي 9 و10"، دون أن تُمنح لهم سنوات اعتبارية مماثلة لما تم منحه لفئات أخرى من نفس الإطار وفي ظروف مشابهة. كما أن المرسوم 2.18.294 تسبب في تكرار الضرر من خلال استبعاد فئة المتصرفين التربويين الذين سيرقون إلى خارج السلم من ثلاث سنوات اعتبارية، مما أدى إلى تصنيفهم في الرتبة الثانية بدل الأولى. هذا بالإضافة إلى غياب فرص متكافئة للترقي إلى الدرجة الممتازة، مما أضر بحقوق هؤلاء سواء بالمقارنة مع الأفواج السابقة أو اللاحقة. وفي سياق آخر، ما زال ملف الأساتذة المكلفين بمهام الإدارة التربوية في التعليم الثانوي التأهيلي عالقًا دون إدماجهم في إطار "متصرف تربوي"، رغم دورهم المحوري، ورغم أن هذا الملف كان موضوع سؤال سابق دون إحراز تقدم ملموس. استنادًا إلى ما سبق، نسائلكم عن التدابير التي ستتخذها وزارتكم لمعالجة هذه الاختلالات الإدارية، وضمان حقوق المتضررين من المتصرفين التربويين. وهل سيتم اتخاذ الاجراءات المناسبة لإنصاف هذه الفئة في أقرب وقت؟ وتفضلوا، السيد الوزير، بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.