انخرطت بلادنا منذ أكثر من عقدين من الزمن بشكل كامل تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وحفظه في الجهود الدولية في مجال البيئة والتنمية المستدامة، كما أن التزام المغرب تجسد من خلال انضمامه إلى معظم الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف، وتفعيلها في القانون الوطني. وبالرغم أنه لا يمكن الإنكار أننا في حاجة ماسة إلى تنفيذ مشاريع البنيات التحتية الأساسية، لكن غياب التخطيط وإغفال البعد البيئي في دراسة المشروع قد يجعل هذه المشاريع سببا في معاناة طويلة للساكنة على المدى البعيد، وهذا ينطبق للأسف على مشروع الصرف الصحي بجماعة أداي ايت حربيل، فموقع المطرح المقترح لتصريف مياه الصرف الصحي قريب من التجمعات السكانية وفي وسط الواحة التي تعتبر مورد عيش الساكنة. ولا يخفى عليكم السيد الوزير المحترم، المخاطر المترتبة عن هذا المشروع من تلوث المياه السطحية والفرشة المائية الباطنية، خاصة وأن بلادنا تعيش أزمة إجهاد مائي حاد نتيجة الجفاف، كما أنه تدمير للبيئة المحلية وللصحة العامة. هذا كله سيقوض جهود البلاد في تفعيل سياسة التنمية المستدامة، خاصة وأن المغرب من بين الدول الأولى التي وقعت على اتفاقيات دولية لحماية البيئة واعتماد البعد البيئي في مختلف البرامج والمشاريع التنموية والتصدي لمختلف الآثار الضارة للتغيرات المناخية. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم، عن إجراءات الوزارة المستعجلة للتدخل من أجل الحد من الاختلالات العشوائية التي تطبع مشروع الصرف الصحي بجماعة أداي أيت حربيل، وأثارها السلبية على حياة الساكنة، والتدخل لإنقاذ الوضع، علما أن هذا المشروع قد رصدت له مبالغ ضخمة لكن تغيب عنه شروط السلامة والأمن وعدم اعتماد المواصفات التقنية والبعد البيئي لإنجازه.