على إثر واقعة تعرض أربعة مرضى للوفاة كانوا يرقدون بغرفة الإنعاش بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط، نود أن نثير انتباه سيادتكم إلى الوضعية بالمستشفيات الوطنية بصفة عامة، وبالمستشفى المذكور بصفة خاصة، لاسيما ما يرتبط بالحكامة والمراقبة وتوفير شروط السلامة والحماية لنزلاء المستشفيات. وفي هذا الإطار، فإن وفاة أربعة أشخاص دفعة واحدة نتيجة عوامل يبدو أنها تسببت فيها أخطاء بشرية أكثر منها مضاعفات مرضية، تتجلى في انقطاع التيار الكهربائي والنقص في الأكسجين، لابد أن تسائل المسؤولية التقصيرية للمتسببين فيها في إطار مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، على الرغم من تفنيد هذا التقصير من قبل الوزارة الوصية عبر بلاغ تميز بالتناقض وخاصة بالنسبة لساعة وقوع العطب. وعلى مستوى آخر، نود أن نثير الإشكاليات التي يتخبط فيها مستشفى مولاي يوسف بفعل الاكتظاظ نتيجة هدم مستشفى ابن سينا، وبفعل كثافة الأطر التي انتقلت إليه من المستشفى الجامعي المذكور والكم الهائل من المرضى الذين يلجأون إليه، علما أن الأمر كان يقتضي إعادة الانتشار بشكل متساوي بين مختلف مستشفيات الجهة على الأقل، خاصة مستشفيات القرب باليوسفية وتمارة التي تتوفر فيها شروط الجراحة والعلاجات السريرية، علاوة على إشراك القطاع الخاص في توزيع الأطر الطبية والتمريضية وذلك من أجل في إطار ورش الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية. وبناء على ما تقدم، ونظرا لكون الواقعة الآنفة الذكر تسائل المنظومة الصحية بالعاصمة، وحيث أن وقوع هذه الحادثة تكشف عن غياب أي مخطط أو استراتيجية، واعتبارا لكون التحقيق يجب أن يتم من طرف جهة مستقلة ومحايدة، فإننا نسائلكم عن خطة وزارتكم للارتقاء بالمنظومة الصحية بالعاصمة، والإجراءات التي تعتزم اتخاذها للتحري والبحث بحياد في واقعة وفاة أربعة مرضى مستشفى مولاي يوسف في أفق ترتيب الأثر على ضوء ما وقع.