الأسـئلة الكتابية

كما تعلمون، السيد الوزير المحترم، أنه في أواخر السبعينات وخلال الثمانينيات، استعانت وزارتكم بمجموعة من أساتذة التعليم الثانوي، وبعد حصولهم على شهادة الدكتوراه، تم إدماجهم في التعليم العالي. في بداية التسعينات تمت عملية احتساب الأقدمية العامة التي اكتسبوها في الوظيفة العمومية، اصطلح على العملية "إعادة الترتيب"، غير أنه في السنوات الأخيرة، التحقت بالجامعة المغربية مجموعة من الأطر عبر مناصب محولة أو محدثة، مثل الأساتذة المبرزين، القضاة، رجال السلطة، وأطر أخرى ذات خبرة متميزة اكتسبتها سواء من خلال البحث العلمي أو من خلال الممارسة المهنية. إلا أن هذه الفئة وجدت نفسها محرومة من الأقدمية العامة التي راكمتها خلال خدمتها للوطن، في تناقض واضح مع ما تم العمل به خلال التسعينيات. ومن المفارقات المؤسفة أن موظفين من نفس الفئة، وبمسار مهني مشابه، قد يتقدمون لنفس المباراة، فينجح أحدهم ويفشل الآخر. وفي العام التالي، قد يرتقي الموظف الذي لم ينجح في المباراة إلى خارج السلم في إطاره الأصلي، وعندما ينجح لاحقًا في المباراة، يجد نفسه مستفيدًا من أكثر من عشر سنوات من الأقدمية في التعليم العالي، بينما يُحرم زميله الذي نجح منذ البداية من كامل أقدميته. وهذا الوضع يثير تساؤلات حول مدى عدالة القاعدة التي تعتمدها وزارتكم، ومدى مساهمتها في تشجيع التميز أو تعزيزها للكسل. وفي ظل هذا الوضع غير العادل، شهد قطاع التعليم العالي خلال السنوات الأخيرة حركة احتجاجية متواصلة لهذه الفئة تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي، مطالبة باسترجاع أقدميتها. وقد تم فتح حوار أولي مع هذه الفئة خلال عهد وزير سابق ، حيث وُعدت بإيجاد حل ضمن إطار النظام الأساسي الجديد. إلا أن هذا الحوار توقف بعد تغيير الوزير، رغم استمرار الوقفات الاحتجاجية الشهرية التي تنظمها هذه الفئة أمام وزارة التعليم العالي. وعليه، أسائلكم السيد الوزير المحترم: - ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لمعالجة هذا الملف، الذي اعتبره المؤتمر الأخير للنقابة الوطنية للتعليم العالي أحد أولويات الملف المطلبي الوطني للأساتذة الباحثين؟