تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأسـئلة الكتابية

رقم السؤال: 18540
الموضوع: موقع غساسة الأثري بإقليم الناظور
تاريخ الجواب: الأربعاء 25 دجنبر 2024

الفريق

المجموعة النيابية للعدالة والتنمية

واضعي السؤال

نعيمة الفتحاوي نعيمة الفتحاوي  نعيمة الفتحاوي
سوس - ماسة لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة والتنمية المستدامة
الوزارة المختصة: الشباب والثقافة والتواصل
السؤال:

غساسة أو "إيخساسن" باللغة المحلية مدينة شمالية ريفية، توجد على بعد حوالي عشرين كيلومترا شمال غرب الناضور، وحوالي خمسة عشر كيلومترا غرب مليلية. وتتواجد في قرية بويافر المعروفة بنشاطها السياحي؛ لكن المارَّ بقربها لا يعلم شيئا عنها سوى ما هو مدون في كتب التاريخ. إذ إن معظم معالمها لا تزال مطمورة. وقد حددت أعمال الكشف الأركيولوجي التي قام بها الإسبان سنة 1951 موقعا لعصور ما قبل التاريخ بالقرب من مدينة غساسة تحديداً على الضفة اليمنى لواد غساسة وفقا لتحليله مع الحضارة الإيبيروموريطانية. ومن المعلوم أن بطليموس وغيره من قدماء الإغريق والرومان قد تحدثوا عن المنطقة باسم "ميتاكونيوم". كانت شاهدة على حقب مصيرية من تاريخ المغرب في القرون الوسطى وما تلاها من أحداث بعد طرد المسلمين من الأندلس وبداية الاحتلال الايبيري لسواحل المغرب. شكل ميناؤها، ولقرون، منفذا بحريا لشمال المغرب في القرنين الثالث والرابع عشر الميلادي، إلى أن تم نهب هذه المدينة وتخريبها. نزل بها أبوعبد محمد النصري، آخر ملوك بني نصر، بعد طرده من الأندلس إثر ٱستسلامه لملك إسبانيا فيرناندو وزوجته إيزابيلا الكاثوليكية وذلك في 2 يناير 1492م، قبل أن يتوجه إلى فاس بعد حصوله على إذن السلطان الوطاسي للإقامة بها. تحدث عنها الرحالة الحسن بن محمد الوزان المعروف بــ" ليون الإفريقي" بإسهاب في كتابه «وصف إفريقيا» مشيرًا إلى قربها من مليلية ومتانة تحصيناتها وجودة مينائها البحري. ويعتقد بعض المؤرخين الاسبان أن تكون مدينة غساسة الأثرية قد رممت وأعيد بناؤها على يد السلطان المرابطي يوسف ابن تاشفين بعد رجوعه منتصرا من الأندلس. واورد الباحث الاسباني "فيرنانديس ديكاسترو - تاريخ إستكشاف أطلال غساسة" أن طول أسوار غساسة يزيد عن ألفي متر في حين أظهرت الحفريات التي أقيمت على موقع معالم المدينة من أسوار ومرافق سكنية وتجارية وساحات عمومية. كما تم العثور على أواني خزفية وآثار الأسواق التي كان يقصدها تجار البندقية والموانئ الإسبانية ولازالت بادية للعيان قواعد الأسوار الرئيسية التي كانت تحيط بالمدينة وتحصنها. وأظهرت الحفريات التي قام بها الإسبان أن مرسى غساسة كان يوجد على شاطئ البحر في أسفل الكدية البيضاء المعروفة بلهجة المنطقة بــ" رقودچث ثاشمراتش"، لكن موقع غساسة الاثري اليوم يعرف فصلا من فصول مرحلة الاندثار بسبب الاهمال الذي طال معالمها وتاريخها؛ مما ساهم في وأد حضارتها العريقة اذ تحولت الى أنقاض وأكوم لخرائبها المنهارة رغم انها تعد جزءا لا يتجزأ من تاريخ المغرب. لذا نسائلكم السيد الوزير عن الإجراءات التي ستتخذونها من أجل: - إيلاء هذه المعلمة التاريخية المنسية العناية اللازمة بها وإقامة حدودها، - وضع تشوير يعرف بها وبتاريخها وبأسماء المجاهدين اللذين سقطوا وهم يدافعون عنها، - ادراجها ضمن التراث المغربي مع باقي الأماكن الأثرية المتواجدة على اراضي المملكة ولاسيما ان مدينة غساسة حاليا في وضع يرثى لها، بسبب المقالع الرملية المقامة منذ مدة على نطاق واسع ونهب احجار خرائبها لغرض البناء ومعها كنوزها المنبوشة.