السيد رئيس الحكومة، تحية تقدير واحترام؛ كما تعلمون، السيد رئيس الحكومة المحترم، أنه من بين الأسباب الرئيسية لاستفحال ظاهرة هجرة الأدمغة الوطنية نحو الخارج، نجد ضعف اهتمام الحكومة بالطاقات والخبرات والكفاءات التي تزخر بها بلادنا، وتمكينها من الظروف الملائمة للبحث العلمي، وتحفيزها عليه، ماديا ومعنويا، إضافة إلى تزايد مؤشرات البطالة، وعدم الشعور باهتمام الإدارة بمواهبهم ومقترحاتهم وبغيرتهم على القطاع الذي يشتغلون به وبرغبتهم في تطويره. حيث يُفرض عليهم العمل وفق توجيهات قطعية تستدعي منهم التنفيذ وليس المشاركة أو الإبداع. وحيث أن الاستثمار الحقيقي يجب أن يتجه نحو الرأسمال اللامادي، وهو ما أكد عليه جلالة الملك في خطب سابقة. السيد رئيس الحكومة المحترم، لا أحد يغادر بلده باختياره، وإنما يهرب الناس من ظروف القهر والإهانة وندرة شروط العمل المطابقة للمعايير المعتمدة دوليا، لذا يجب عليكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، العمل على توفير ظروف العيش الكريم، والظروف الملائمة لإظهار مواهبهم بدون شعور بالخذلان. والحد من شيوع نوع من البيروقراطية القاتلة التي تجعل الأطر الكفأة تشعر بفقدانها التدريجي لمواهبها بسبب ضيق أفق العمل ومحدودية المقاربات المعتمدة في التدبير والتسيير والبحث والانتاج. لكل هذه الأسباب أسائلكم، السيد رئيس الحكومة المحترم، إذا كانت حكومتكم تتوفر على مؤشرات رقمية دقيقة تخص هجرة الأدمغة الوطنية؟ وما هي الإجراءات التي ستقوم بها لتصحيح الوضع، والعمل على احتضان هذه الفئة وتحفيزها؟ وما هي الإجراءات التي ستتخذها من أجل توفير المناخ الملائم للبحث العلمي ببلادنا؟ وتفضلوا، بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام.