الأسـئلة الكتابية

في الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودا حثيثة لمواجهة الهدر المدرسي عموما، وفي صفوف الفتيات بالوسط القروي خصوصا، يصر بعض المدراء التربويين على نسف هذه الجهود وضربها بعرض الحائط، ومن بين هؤلاء مدير ثانوية المربوح الإعدادية بمديرية قلعة السراغنة ومدير ثانوية أبو حيان التوحيدي التأهيلية بمديرية النواصر، طبقا لما تناقلته وسائل إعلام إلكترونية وطنية، حيث أقدم كل منهما على اتخاذ قرار تعسفي بشكل انفرادي لا يستند إلى مرجع قانوني، على منع تلميذات من ولوج مؤسساتهن، لا لسبب سوى لأنهن يرتدين الحجاب الشرعي من نوع" النقاب" مما يعرضهن للانقطاع عن الدراسة ويهدد مستقبلهن الأكاديمي والمهني. إن إقدام السيدين المديرين على هذا القرار، لا يعتبر حالة معزولة، إنما أضحت ممارسات تتوسع أكثر فأكثر خلال السنوات الأخيرة، ولا يتوقف أثر هذا القرار المعيب عند كونه إخلال خطير بالنصوص التشريعية والتنظيمية التي تؤطر عمل الأطر التربوية والتلاميذ داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، ذلك أن ارتداء النقاب حرية شخصية واختيار لا تجرمه التشريعات الوطنية ولا الأنظمة الداخلية للمؤسسات التعليمية، بل يتجاوز ذلك إلى كونه يشكل خرقا فجا للدستور في فصله 31 وانتهاكا خطيرا يمس بحقوق التلميذات في التمدرس، ويتناقض مع قانون الإطار 51.17 في مواده 03 و04 و20 التي تنص على قيام المنظومة التربية والتكوين على محاربة الهدر والانقطاع الدراسيين بكل الوسائل المتاحة، والتقيد بمبادئ المساواة والإنصاف وتكافؤ الفرص في الولوج إلى مختلف مكونات المنظومة وفي تقديم خدماتها لكل المتعلمين بمختلف أصنافهم، والتزام الدولة بالعمل على تعميم تمدرس الفتيات في البوادي، إضافة إلى أن هذا القرار يعد اعتداء شنيعا على حقوق التلميذات ويعرضهن للتمييز العنصري والاضطهاد الذي ستترتب عنه عواقب نفسية وخيمة ستؤثر سلبا على مستواهن ومسارهن الدراسي. لذا أسائلكم السيد الوزير المحترم، - ما هي الإجراءات العاجلة المتخذة لتمكين التلميذات الممنوعات من ولوج مؤسساتهن التعليمية بكل من إعدادية المربوح بقلعة السراغنة وثانوية أبو حيان التوحيدي التأهيلية بالنواصر من العودة إلى فصولهن الدراسية طبقا للقانون؟ -ماهي التدابير المتخذة لمنع تكرار مثل هذه الممارسات اللاتربوية وغير القانونية والمتناقضة مع ثوابت المملكة المغربية؟