الأسئلة الشفوية

بعد سنوات من الوعود المتكررة بتغيير شامل في كرة القدم الوطنية، واعتبار أن دوري الدرجة الأولى والثانية قد أصبح احترافياً من حيث الاسم، وجدنا أنفسنا أمام واقع يعكس صورة مغايرة تماماً؛ مليارات الدراهم التي أُنفقت من المال العام لدعم الأندية المحلية لم تفِ بالوعود المنتظرة، وميزانيات الأندية تجاوزت الحدود، ومع ذلك، تظل هذه الأندية تعاني من أزمات مالية متكررة. اللاعبون يضربون بين الحين والآخر مطالبين بحقوقهم المالية المتأخرة، والقرارات المتوالية تمنع الفرق من التعاقدات الجديدة حتى تسوية ديونها مع لاعبيها ومدربيها السابقين. كما تعلمون السبد الوزير المحترم، أن معظم الأندية، لم تستطع حتى تلك ذات التاريخ العريق، تطوير نظام تكوين حديث أو إنشاء أكاديميات قادرة على إعداد جيل جديد من اللاعبين، بينما يستمر مستوى المباريات في الانحدار نحو ما يشبه دوريات الأحياء. وفي ظل هذه الصورة القاتمة السيد الوزير المحترم، تبدو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد حولت كل تركيزها إلى المنتخبات الوطنية، التي أصبحت واجهة للتألق في البطولات القارية والدولية، وجلبت الفرح في ظل الأزمات الاجتماعية. هذه المفارقة الغريبة بين منتخب متألق على الساحة العالمية وأندية غارقة في الفوضى يجعلنا نسائلكم السيد الوزير المحترم: - ما الجدوى من كل هذه الأموال والجهود التي تُبذل في سبيل بطولة وطنية لا تنعكس إيجاباً على تطور كرة القدم المحلية؟ ولماذا تعتمد منتخباتنا بشكل رئيسي على لاعبين مغاربة تكونوا في أكاديميات أوروبية، بينما تعجز أنديتنا منذ سنوات عن صناعة لاعب واحد يستحق أن يمثل المنتخب الوطني؟ - ما هي التدابير التي تنوي وزارتكم اتخاذها لمعالجة الأزمات المالية التي تعاني منها معظم الأندية الوطنية، رغم الدعم المالي الكبير المقدم لها؟ - ما هي الاستراتيجية التي تتبعها الوزارة لتطوير سياسات التكوين وإنشاء أكاديميات للفئات الصغرى داخل الأندية، وكيف سيتم دعم هذه المبادرات؟ - كيف ستتعاملون مع الفشل في خلق بيئة احترافية حقيقية في كرة القدم الوطنية، وما هي الإجراءات العملية التي يمكن اتخاذها لتحقيق تحول جذري في هذا المجال؟