في ظل انسداد آفاق الشغل وتفشي نسبة البطالة ببلادنا، وبالنظر للأحداث المقلقة التي كانت مدينة الفنيدق مسرحا لها مؤخرا، إثر الرغبة في النزوح الجماعي لآلاف الشباب بصفة خاصة في اتجاه مدينة سبتة المحتلة، بعدما تسرب إليهم اليأس من الوعود الحكومية، وضمنها تلك التي جاء بها البرنامج الحكومي في مجال التشغيل، وجب التأكيد على خطورة ما آل إليه وضع التشغيل ببلادنا وإلى الآفاق المظلمة التي تواجه حاضر ومستقبل الشباب المغربي، أمام ارتفاع معدل البطالة الذي بلغ 13.5، واتساع دائرة شباب ما يسمى "NEET" الذين ليسوا بالمدرسة ولا يشتغلون ولا يتابعون أي تكوين، حيث بلغ عددهم أربعة ملايين ونصف مليون شابة وشاب تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة برسم سنة 2023، استنادا إلى تقريري المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والمندوبية السامية للتخطيط، مما يؤشر على أن تداعيات هذا الوضع أصبحت تتخذ أبعادا لا يمكن لأحد التنبؤ بنتائجها مستقبلا. وأمام هشاشة ومحدودية السياسات العمومية الهادفة إلى تحقيق الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب عبر التشغيل القار والمستمر، وتعثر البرامج الحكومية ومنها تلك الرامية إلى تشجيع التشغيل الذاتي لفائدة حاملي المشاريع. فإننا، نسائلكم السيد الوزير المحترم، عن المخطط الاستعجالي للحكومة من أجل إعادة التوازن الاجتماعي والاستقرار المادي والنفسي لهذه الفئة؟ وما هي الوصفة التي أعدتها الحكومة للرفع من وتيرة التشغيل باعتباره حقا دستوريا يكفله الفصل 31 من الدستور؟ وما مآل الالتزام الحكومي بإحداث مليون منصب شغل صافي على الأقل خلال الخمس سنوات من ولاية الحكومة؟