في الوقت الذي تستعد فيه بلادنا السيد الوزير المحترم لاحتضان تظاهرات رياضية دولية كبرى بكل ما يتطلب هذا الاستعداد من ضخ كبير للأموال ولوجستيك غير مسبوق، لكي يكون بلدنا في المستوى المتوقع منه وطنيا ودوليا، في ذات الوقت يعيش المغاربة لحظة انكسار أثر النتائج المخجلة لمشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية 2024 بباريس. لقد شاركنا بوفد رياضي من مختلف التخصصات يفوق ستين فردا و14 جامعة. صحيح لقد سعدنا عندما أنقذت ماء وجهنا الجامعة الملكية لكرة القدم بمدالية برونزية وضعت فريقنا الأولمبي في الرتبة الثالثة، وفي مصاف المدارس الكروية الكبرى المشهود لها تاريخيا ودوليا بالكفاءة والأداء الرفيع على هذا المستوى، كما شرفتنا جامعة ألعاب القوى بمدالية ذهبية للعداء العصامي سفيان البقالي، ولكن 12 جامعة عادت بصفر ميدالية ورتب المغرب في الرتبة ستين على حوالي 80 بلد مشارك في هذه التظاهرة العالمية الكبرى. إننا السيد الوزير المحترم في الفريق الاشتراكي، إذ ندعو إلى المزيد من الاهتمام بالفرق والبطولة الوطنية واعتماد طرق مبتكرة لاستقطاب المواهب الكروية وتكوينها في أفق تجويد وتأهيل الكفاءات الوطنية المحلية أملا في بناء الجودة المستديمة، نسائلكم السيد الوزير المحترم عما يمكن القيام به بعد هذه النتائج الهزيلة التي لا تناسب طموح بلادنا ولا حجم استعداده لما يستقبل من استحقاقات رياضية، والتي لا تتساوق مع مكانة المغرب اليوم في محيطيه الإقليمي والدولي على أكثر من واجهة ولا مع ما يتمتع بلادنا اليوم من إشعاع يعود بعضه إلى ماحقق فريقنا الوطني لكرة القدم من نتائج إيجابية. نسائلكم عما يستقبل من مبادرات وإصلاحات تشريعية ومؤسساتية للنهوض بكل أنواع الرياضات في بلادنا، خصوصا وأن المغرب يتمتع بجغرافية وتضاريس تسمح بتطوير أنواع كثيرة من الرياضات كالرياضات المائية والجبلية وسباق الدراجات مثلا... التي غبنا عنها تماما في أولمبياد باريس،كما نسائلكم السيد الوزير المحترم، أنتم المثقلين في وزارتكم بقطاع الرياضة إلى جانب المهام الأساسية والشاقة للتربية الوطنية والتعليم الأولي، عما يمكن ويجب القيام به من أجل تفعيل آليات المراقبة والمحاسبة لكل المسؤولين ذوي الصلة بمختلف الرياضات في بلادنا على المستويات الأفقية والعمودية، لأننا اليوم في المغرب لم نعد نكتفي بشرف المشاركة في مختلف اللقاءات، إننا نستحق أن نتمتع بشرف النتائج السيد الوزير المحترم.