تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كلمة السيد رئيس مجلس النواب بمناسبة حفل إعلان نتائج الجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث حول العمل البرلماني -الدورة الرابعة 2024 -

17/07/2024
  • ***

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛

السيد الحسن بوقنطار رئيس لجنة التحكيم، السيدة والسادة الأساتذة أعضاء لجنة تحكيم الجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث حول العمل البرلماني؛

الزميلات والزملاء الأعزاء عضوات وأعضاء مكتب مجلس النواب؛

السيدات والسادة رؤساء الفرق والمجموعة النيابية؛

السيدات والسادة رؤساء اللجان النيابية؛

السيدات والسادة النواب؛

السيدات والسادة الأساتذة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومديري مراكز الأبحاث والمختبرات ومنسقي مسالك الماستر؛

السيدات والسادة ممثلي وسائل الإعلام؛

الطالبات والطلبة الأعزاء، الباحثات والباحثين الأعزاء الحاضرين معنا؛

الحضور الكريم كل باسمه وصفته.

السيدات والسادة، الحضور الكريم؛

إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نلتئم اليوم بمقر مجلس النواب، بهذه المناسبة العلمية الهامة التي نخصصها اليوم، للإعلان عن أسماء الفائزات والفائزين بالجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث حول العمل البرلماني في دورتها الرابعة.

وأود بهذه المناسبة، أن أجدد الترحيب بكم جميعا في فعاليات هذا الحدث العلمي المتميز، لما يرمز له من دلالات مؤسساتية خاصة وعميقة، وما يجسده من قوة الترابط بين السلطة التشريعية والمحيط العلمي والأكاديميالذي يشكل من خلال الأعمال العلمية التي ينتجها سندا للعمل البرلماني.

السيدات والسادة، الحضور الكريم؛

إن القيمة المعرفية والعلمية للدراسات والأبحاث المتخصصة أصبحت تستأثر اليوم بأهمية قصوى في غالبية البرلمانات المقارنة، بل إن قياس مدى نجاعة العمل البرلماني، أضحى يرتهن أكثر من أي وقت مضى بمستويات الإسناد العلمي الأكاديمي الموضوع رهن إشارة المؤسسة البرلمانية.

ولذلك، فإن العلاقة القوية بين البرلمانات والمعرفة العلمية المتخصصة تكاد تكون السمة البارزة التي تَسِمُ بها برلمانات اليوم، ليس فقط بالنظر إلى التأثير المتزايد للمعرفة العلمية في الرفع من الأداء الداخلي للبرلمانات وجعله أكثر مردودية، وإنما لدورها الجوهري كذلك، في إضفاء النجاعة على العمل البرلماني وتقوية ركائز الديمقراطية التمثيلية وتحسين جودتها.

وفي هذا السياق، فإننا نعتبر أن الغاية من إحداث هذه الجائزة التي أطلقناها تفعيلا لنظامنا الداخلي، هو تثمين الأبحاث العلمية المتميزة، وتحفيز الباحثات والباحثين على المزيد من الاهتمام بالدراسات البرلمانية والتصدي للإشكالات المستجدة والأسئلة الملحة التي تطرحها الممارسة، ولا سيما في مجالات التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومية والدبلوماسية البرلمانية والمشاركة المواطنة.

السيدات والسادة، الحضور الكريم؛

اعتبارا لكل ما سبق، فإن مجلس النواب ما فتئ يولي هذا الانفتاح البرلماني ما يستحقه من عناية ومتابعة وبعد نظر، آخذين في الاعتبار ما يتطلبه نظامنا المؤسسي التشاركي من تطور وتجدد مستمر، ومن مرونة وتواصل وانفتاح على جميع المستويات.

ومن هنا، كان حرصنا الدائم على الأهمية البالغة للتواصل والانفتاح، وذلك إيمانا منا بدور المعرفة العلمية والبحث العلمي ومركزيتهما في تحقيق التقدم والتنمية. وهو ما برهنت عليه كافة مكونات المجلس وجسدناه جميعا، من خلال مأسسة مداخل التواصل والتعاون الأكاديمي مع الجامعات العمومية في إطار استراتيجية طموحة ينفذها المجلس لتجويد أعماله وتكريس الانفتاح على المجتمع. 

وتعزيزا لهذا الترابط بين العمل البرلماني والبحث العلمي، ما فتئنا في إطار مجلس النواب نولي أهمية خاصة لإشراك العديد من الأساتذة الباحثين والخبراء في مختلف الأنشطة العلمية التي ننظمها، وهو ما يتيح مجالا مهما، لتبادل الأفكار بشكل مباشر ومثمر بين مختلف الفاعلين في المجالين السياسي والأكاديمي.

وبموازاة ذلك، ومن أجل تعزيز التكوين الدقيق في مجال العمل البرلماني، يواصل المجلس انفتاحه على الباحثات والباحثين الشباب للتدريب داخل المجلس وتوفير المعلومات والمعطيات التشريعية والرقابية والتقييمية اللازمة للقيام بأبحاثهم، وهو ما يتجلى سنويا، في العدد المهم من الطلبة الباحثين الذين يستقبلهم ويوفر لهم فرص التدريب والاستفادة من خدمات مكتبة مجلس النواب ومن تأطير ومواكبة أطر المجلس.

السيدات والسادة، الحضور الكريم؛

وإذ انتهز الفرصة للتأكيد مجددا على أهمية تكريس المقاربة العلمية في العمل البرلماني ضمن رؤية أوسع للعلاقة بين مؤسستنا التشريعية ومحيطها العلمي والأوساط الجامعية، فإنني أتطلع كذلك، أن تسهم هذه الجائزة في تحفيز الباحثين على مراكمة الدراسات والأبحاث المعمقة حول العمل البرلماني، وأن تعزز روح الإبداع والابتكار والفهم العلمي للأدوار البرلمانية في ارتباط بمختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية.

وختاما، أجدد عبارات التهاني للفائزات والفائزين برسم هذه الدورة الرابعة، راجيا منهم الاستمرار في البحث المتخصص في الدراسات البرلمانية بنفس الروح المجدة والمبدعة. كما لا يفوتني أن أنوه بجميع المرشحات والمرشحين للجائزة الوطنية، وعلى تفاعلهم الإيجابي واهتمامهم بهذه المبادرة.

الشكر موصول كذلك لرئيس وأعضاء لجنة تحكيم الجائزة اللذين عكفوا على دراسة وتقييم مجموع الأعمال العلمية المرشحة.

وفقنا الله جميعا لما فيه خير وطننا العزيز، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.