السيد الوزير تواصل الحكومة من خلال وزارة التعليم العالي، تعنتها بنهج أسلوب قمعي انتقامي ضد طلبة الطب والصيدلة، وهو ما عبرت عنه لغتكم التهديدية بالواضح داخل المؤسسة التشريعية ، وهو الأمر الذي لن يتجه بالاحتجاجات نحو الحل، وإنما سيزيد من دون شك من حدتها وسيؤجج الاحتقان وسط طلبة الطب والصيدلة. ولعلّ إصدارتوقيفات في حق طلبة لا ذنب لهم إلا أنهم عارضوا بمعية آلاف الطلبة والأسر والهيئات، مجموعة من القرارات التي شرعت الحكومة في تنفيذها بفرض أسلوب "الأمر الواقع"، وهو ما تم رفضه جملة وتفصيلا، لخير دليل على ان الحوار المزعوم لدى وزارتكم تجسد من خلال المجالس التأديبية التي ترجمت سياسة الزجر والقمع والعنف للتضييق على الطلبة والتضحية بمستقبلهم والاتجاه بالمهنة نحو المجهول . اتجاه كليات الطب والصيدلة، لتوقيف طلبة، مبررة قرارها بكون هؤلاء صدر منهم أفعال تخل بالسير العادي للعملية التعليمية، يدفعنا للتساؤل عن ما إذا كانت فعلا العملية التعليمية تسير بشكل عادي في ظل القرارات التي اتخدتها الحكومة أمام مطالب مشروعة لطلبة الطب والصيدلة، فهل بهذا الشكل الانتقامي والقمعي تريد الحكومة حلّ المشاكل القائمة ؟ اليس من حق هؤلاء الطلبة والطالبات التعبير عن آرائهم بالرغم من اختلافها مع قرارات الحكومة، فنحن ننتج صيادلة وأطباء الغد القادرين على اتخاد قرارات مصيرية، وليس "روبوتات" كما تريد الحكومة متوسلة بلغة الوعيد والترهيب ،بدلا من الحوار والترغيب، وهي اللغة التي استعملتم السيد الوزير وانتم ترددون استعدادكم المزعوم لايجاد حلول . لدى نسائلكم السيد الوزير عن التدابير التي تعتزمون القيام بها للتراجع عن هذه التوقيفات الانتقامية ضد طلبة همهم بالأساس هو تجويد التكوين ، واستخدام لغة العقل والحكمة لتجاوز الأزمة القائمة ، والتجاوب مع المطالب المشروعة توخيا للمصلحة العامة لوطننا ؟