الأسـئلة الكتابية

وفي أول أيام شهر رمضان الفضيل لهذه السنة 1445ه/2024م، استهلت القناة الأولى من قنوات القطب العمومي بث أولى حلقات السلسلة الفكاهية "أولاد يزة"، لكن للأسف بدا هذا العمل الكوميدي، منذ أولى حلقاته مستفزا للمجتمع المغربي، ومتحاملا على نساء ورجال التعليم، مسيئا لهذه الفئة ومبخسا لأدوارها التربوية النبيلة ولرمزيتها المجتمعية، حيث فضل القائمون على العمل، تناول شخصية الأستاذ بمقاربة تسطيحية، تفتقر للإبداع الفني في تناول مواضيع تلامس الجوانب القيمية والتربوية والرمزية للمجتمع المغربي، حيث يسخر من شخصية الأستاذ ويجعله موضوعا للتهكم والتنكيت، ويقدمه في هيئة موظف يعتبر عبئا على الدولة، أقرب إلى الأبله منه إلى رجل تربية مسؤول وقدوة لمحيطه الاجتماعي، يقدمه في مظهر سخيف ومتهور وضعيف القدرات الذهنية بما يجعله غير كفء للاضطلاع بمهامه التعليمية والتربوية، وهي معالجة فنية انتقائية تغافلت إبراز دور الأستاذ(ة) وعبره المدرسة العمومية المغربية في التنشئة الاجتماعية ودورهما المحوري في الارتقاء بالفرد ورقي المجتمع وتنميته، وتفادت كشف معاناة الأستاذ(ة) وما يقدمه من تضحيات جليلة خدمة للوطن. و لا شك أن هذا العمل الفني، بهذه الحمولة السلبية تجاه نساء ورجال التربية والتعليم، يجعله مطبعا ومشجعا على ظاهرة التنمر إعلاميا وفنيا في حق هذه الفئة، ويشكل عملا يبث رسائل مسمومة وهدامة للقدوات بالمجتمع، ويسيء للمدرسة العمومية المغربية ويفاقم من أزمة فقدان الثقة في قدرتها على أداء وظيفتها التعليمية والتربوية. وعليه نسائلكم السيد الوزير المحترم، -ماهي الضوابط والمعايير المعتمدة في اختيار الأعمال الفنية عموما والمخصصة للبث خلال شهر رمضان على قنوات القطب الإعلام العمومي؟ -ماهي الإجراءات المزمع اتخاذها للحد من الصور النمطية المبثوثة في الإعلام العمومي التي تبخس من دور الأستاذ(ة) وتحط من قيمته المعرفية والاجتماعية؟