من المؤكد أن السياحة الداخلية بالمغرب تعتبر قطاعا صاعدا، لكن هذا القطاع مطوق بالعديد من الإكراهات والتحديات، على رأسها ضعف العرض وارتفاع أسعار الخدمات. وفي هذا الإطار، يجب التذكير بأن محاور تشجيع السياحة الداخلية التي وردت في جوابكم عن سؤال الفريق الحركي في موضوع "السياحة الداخلية وإكراه غلاء الأسعار" لا أثر لها لحد الساعة على أرض الواقع، نظير تشجيع الاستثمار في المنتوج السياحي الأكثر طلبا من طرف السياح المغاربة، وإحداث منتجعات سياحية ملائمة من حيث المنتوج والأسعار، تأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية للسائح المغربي. لكن الإشكال الكبير يكمن في غلاء أسعار الخدمات السياحية، وعلى رأسها المبيت في الفنادق المصنفة، رغم تأكيدكن بأن الأسعار الوطنية هي الأرخص مقارنة بمثيلتها في الدول الأجنبية، الأمر الذي تفنده المقارنات التي يقوم بها المغاربة أنفسهم الذين يزورون بلدانا منافسة سياحيا كإسبانيا والبرتغال ومصر وتونس على سبيل المثال، علاوة على ارتفاع أسعار بعض المنتوجات التي تقدمها الفنادق بمبرر حرية الأسعار، ناهيك عن ارتفاع خدمات النقل وغيرها. لذا، فإن المطلوب هو مراعاة القدرة الشرائية للمغاربة، وتفعيل شيكات السفر وتشجيع التنوع الجغرافي في السياحة الداخلية، وذلك استنادا إلى تقرير سابق لبنك المغرب، الذي انتقد غياب تنوع جغرافي ملموس في السياحة الداخلية. انطلاقا مما تقدم، نجدد التساؤل عن الإجراءات الفعلية لتشجيع المواطن المغربي على السياحة في بلده، بالشكل الذي يراعي قدرته الشرائية وميولاته؟