السيدة الوزيرة المحترمة؛ تمر الصناعة التقليدية من أزمة خانقة جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية والمواد الاستهلاكية الأساسية، مما أدى إلى شبه توقف أنشطة الصناع التقليديين، وتوقف معها مصدر دخلهم، مما ضاعف من معاناتهم، خاصة مع التراجع الكبير في الإقبال على منتوجات الصناعة التقليدية في السنوات الأخيرة. ونعتقد، السيدة الوزيرة المحترمة، أن أزمة الصناع التقليديين لها ارتباط وثيق بالقدرة الشرائية لغالبية المغاربة، مما يؤثر بشكل واضح على هذا القطاع، الذي عرف تراجعات كبيرة في السنوات الأخيرة منذ جائحة كوفيد 19 إلى اليوم، من خلال تراجع الإقبال على منتجات الصناعة التقليدية، التي كان يظل في مجمله إقبالا موسميا، بحسب العطل والأعياد والمناسبات الوطنية والدينية. كما أن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للصناع التقليديين جد متدهورة، والعديد منهم لم يعد يملك قوت يومه، إضافة إلى أن وضعيتهم العصيبة دفعتهم إلى استهلاك رؤوس أموالهم في أساسيات العيش، وجعل استئناف عملهم رهينا باللجوء إلى المساعدة أو إلى الاقتراض. على هذا الأساس، نتوجه إليكم، السيدة الوزيرة المحترمة، بهذا السؤال الكتابي، لنقف معكم على التدابير التي قامت بها الحكومة، وما تعتزم القيام به، للنهوض بأوضاع هؤلاء الحرفيين والصناع التقليديين، الذين حافظوا لعقود من الزمن على نوع من أنواع كنوز البلاد الحرفية والتقليدية، وكذا إجراءات مساعدتهم على الحفاظ على التقاليد والحرف العتيقة لوطننا، علاوة على فتح أسواق خارجية لهم، تساعدهم على الاستثمار والتعريف بمنتوجاتهم الوطنية المغربية الأصيلة، وإنقاذ عدد كبير منهم من الإغلاق لمحلاتهم؟ وتفضلوا بقبول عبارات التقدير والاحترام.