السيد الوزير المحترم؛ تعاني مراكز حماية الطفولة، التي من المفترض أنها تتولى ضمان إصلاح الأحداث المودعين لديها بمقتضى قرار قضائي وإعادة إدماجهم في المجتمع، وكذا الأطفال في وضعية اجتماعية صعبة وهشة، من عدة صعوبات ومشاكل كبيرة، تؤثر على ظروفهم الاجتماعية بها، من حيث ظروف الإقامة والتغذية والاكتظاظ والعنف والادمان وغياب المواكبة النفسية، وغيرها من السلوكيات التي تؤثر في العديد من قاطني هذه المؤسسات. ومن الصعوبات التي تعاني منها مراكز حماية الطفولة كذلك، هو مشكل التصنيف، حيث يتم الجمع بين حالة الأطفال في نزاع مع القانون وحالة الأطفال في وضعية صعبة في نفس المركز، مما تكون له انعكاسات سلبية ومؤثرة على الأطفال الذين يلجون هذه المراكز من أجل الرعاية الاجتماعية فقط، فيجدون أنفسهم إلى جانب الأطفال الجانحين وذوي السوابق، واختلاطهم بالأحداث المدمنين، وهو ما قد يفسر حالات الفرار الكثيرة للأطفال من المراكز، وبالتالي فَهُمْ معرضون لجميع أنواع الاستغلال والتحرش والعنف. لذلك، نسائلكم عن التدابير والإجراءات التي ستتخذونها لتأهيل مراكز حماية الطفولة وتحسين ظروف الاستقبال بها؟ ثم ما هي الإجراءات التي ستتخذونها للحد من الاكتظاظ داخل بعض هذه المراكز، علما أن العديد منها مغلق منذ فترة طويلة، دون إعادة فتحها وتقديم خدماتها للفئات المعنية؟ وما هي التدابير المتخذة، لحماية النزيلات داخل هذه المراكز، إدماجهن في النسيج الاجتماعي والمهني، خاصة بعد بلوغهن سن الرشد؟ وتفضلوا، السيد الوزير المحترم، بقبول خالص تحيات الاحترام والتقدير.