تعرف ساكنة منطقة الشمال بصفة عامة ومنطقة الريف بشكل خاص حالات مرضية خطيرة، بسبب الآثار المضرة التي خلفتها الحرب الاسبانية على الريف إبان فترة الاستعمار، ويرجح أن هذه الآثار تعد اليوم سببا رئيسيا في إصابة العديد من ساكنة المنطقة بالأورام الخبيثة، وعلى رأسها مرض السرطان الذي يحصد حياة العديد من مواطنينا. وقد كانت هذه الوضعية من الأسباب التي دفعت بجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2003 إلى وضع حجر أساس بناء مركز للأنكولوجيا بمدينة الحسيمة، دشن سنة 2008 بهدف تخفيف معاناة الساكنة وتقريب العرض الصحي منهم. غير أنه بالرغم من ذلك، ما زال مرضى هذا الورم الفتاك يعانون في صمت ويتكبدون عناء السفر والانتقال إلى العاصمة من أجل تلقي العلاج أو تتوفاهم المنية في بيوتهم لضعف حالتهم المادية وعدم قدرتهم على تغطية مصاريف العلاج، وكل ذلك راجع إلى غياب التجهيزات الأساسية الكافية داخل المركز، وعدم استقرار الأطباء الاختصاصيين، ما يحول دون اشتغاله بالشكل الملائم ويجعله بناية لا جدوى منها. وفي هذا الصدد ومن أجل النهوض بالقطاع الصحي في الجهة، عمد مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة إلى تحويل 1 مليار و200 مليون سنتيم للوزارة المختصة، كما عمدت وزارتكم إلى تخصيص اعتمادات مالية بقيمة 33 مليار سنتيم لدعم العرض الصحي بمدينة الحسيمة ضمن مشروع "الحسيمة منارة المتوسط"؛ إلا أنه ورغم هذه المجهودات ما زال الوضع على ما هو عليه. تبعا لذلك، نسائلكم عن المدة التي سيتطلبها تجهيز مركز الأنكولوجيا بالحسيمة بالآليات الضرورية والطاقم الطبي المتخصص ليكون قادرا على استقبال الحالات وعلاجها؟