السيد الوزير، تحية تقدير واحترام، سبق لي أن تناولت الوضعية الكارثية التي يتواجد عليها قسمٌ للتربية غير النظامية بدوار "إسلي نودجان" بجماعة تيزي نيسلي بإقليم بني ملال، وهي وضعية لا تليق، مع الأسف، لاحتضان فضاء تعليمي في مستوى انتظارات شباب هذه الجماعة، فهو عبارة عن مخزن قروي مسقف بطريقة بدائية وقليل الإضاءة، وجدرانه المبنية بالأحجار غير مغطاة نهائيا بالإسمنت وغير مطلية بالصباغة، ومقاعده المعدودة على رؤوس الأصابع والمكدسة في فضاء ضيق، هي من جيل السبعينات من القرن الماضي، وهي صورة لا تعبر إطلاقا عن طموحات وزارتكم في ضمان تعليم جيد لأبناء المغاربة. وفي الوقت الذي كنت أنتظر فيه تفاعلا سريعا للجهات المختصة مع الأصوات التي تترافع لتحسين وضعية هذا القسم، فقد فوجئت، ومعي الرأي العام المحلي بجماعة تيزي نيسلي، بإقدام المديرية الإقليمية لوزارتكم ببني ملال على إغلاق هذا القسم، وبلغتنا معلومات تتعلق بنيتها بإلغائه نهائيا من الخريطة المدرسية بإقليم بني ملال، ودعوة آباء وأولياء التلاميذ إلى البحث عن فضاء تعليمي آخر لتعليم أبنائهم، وهو أمر نستغرب مبرراته. ويهدد هذا القرار غير المعقول مصير العديد من المتعلمين بهذا القسم ويدفعهم على حافة الضياع، ما يقتضي البحث عن صيغ أكثر واقعية وموضوعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، واستغلال فترة العطل التعليمية السنوية من أجل ترميم وإصلاح هذا القسم، ليكون في حلة جديدة ومؤهلا لتقديم خدماته لتلاميذ المنطقة ابتداء من الموسم الدراسي المقبل. لأجل ذلك، نسائلكم، السيد الوزير المحترم، عن مبررات قرار المديرية الإقليمية لوزارتكم ببني ملال إغلاق قسم التربية غير النظامية بجماعة تيزي نيسلي، ودعوة آباء وأولياء تلاميذه إلى تنقيل جبري لأبنائهم، والتدابير المستعجلة التي ستتخذونها من أجل ترميمه في أفق إعادة فتحه أمام التلاميذ ابتداء من الموسم الدراسي 2022 – 2023؟ وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.