في هذه الظروف الصعبة والعصيبة والقاسية التي تجتازها بلادنا في معركتها ضد جائحة كورونا "كوفيد 19"، فقدت السيدة مريم أصياد الطبيبة بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء حياتها، بعد إصابتها بالفيروس، وهي تقوم بواجبها الإنساني والمهني النبيل والمقدس، حيث أنه أمام هذا المصاب لا يمكن إلا ننحني أمام روحها كشهيدة واجب، وأن نقف بكل إجلال وافتخار أمام ما يبذله الطبيبات والأطباء وكافة الفئات العاملة في القطاع الصحي الوطني من تضحيات ونكران للذات في سبيل إنقاذ الأرواح وتقديم الخدمات الطبية اللازمة للمرضى. غير أن البلاغ الصحفي لوزارتكم بتاريخ 05 أبريل 2020، قد أثار صدمة وامتعاضا واسعين في صفوف الأطباء والطبيبات على الصعيد الوطني، من خلال ما عبرت عنه النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام حول تفاجئها من مضمون البلاغ "الذي يرجع سبب وفاة الطبيبة، شهيدة الواجب المهني، إلى مخالطة أحد المصابين وليس بسبب مزاولة المهنة، حيث تؤكد الوقائع أنه قد أصيبت بالعدوى من طبيبة أخرى مصابة بالفيروس، أثناء اللقاءات والاجتماعات التحضيرية لمواجهة الوباء في إطار مهني صرف، والتي كانت تجري تحت إشراف الفقيدة أيام 13 و16 و20 مارس، وكذا خلال جولات تكوينية في طريقة اللباس ونزعه في الفترة من 17 إلى 20 مارس 2020". لذلك، فإنه ما من شك أن بلاغكم السالف الذكر قد جانب الصواب، في هذه الظروف الصعبة والخطيرة، حينما لم يأخذ بعين الاعتبار مدى الضرر المعنوي والنفسي الذي يمكن أن يتسبب فيه، أولا لذكرى الفقيدة ولأسرتها وذويها، وثانيا وبشكل مؤلم وعميق لكافة زملائها في القطاع الصحي، بل ومن دون شك لكل المغاربة الذين يعرفون مدى ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق العاملين بالقطاع الصحي بكل فئاتهم، الذي يجب توفير كل وسائل الحماية والعمل اللازمة. وبناء عليه، فإنني أسائلكم السيد الوزير عما يلي : - ما هي الإجراءات التي ستتخذونها لتصحيح مضمون بلاغ وزارتكم حول وفاة السيدة مريم أصياد (الطبيبة بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء جراء إصابتها بفيروس كورونا) الذي جاء متسرعا وظالما في حق طبيبة ضحت بحياتها وهي تقوم بواجبها المهني، ومثبطا لعزيمة ومعنويات زملائها من الطبيبات والأطباء وكافة العاملين بالقطاع الصحي الوطني؟