أذكركم السيدة الوزيرة المحترمة بأننا نعي تمام الوعي بأن أنسب بيئة لاحتضان المسنين والمسنات هي البيئة الأسرية الحاضنة الموفرة للرعاية والحب والاحترام تقديرا لهؤلاء الذين افنوا عمرهم من أجل إعداد النشء وضمان الرأسمال البشري بالكثير من التضحية والعطاء، ولكن أذكركم أيضا أن المجتمع المغربي لا يستطيع الإفلات من نواقص التحولات السوسيولوجية والتغيرات الطارئة على البنية الأسرية وارتفاع نسبة التمدن، الشيء الذي لم يعد دائما -كما ألفنا - معه ممكنا احتضان مسنينا ومسناتنا في البيت وسط أسرهم وذويهم، المنشغلين عنهم عادة بتكاليف الحياة وإكراهاتها . تمثل السيدة الوزيرة المحترمة هذه الفئة 11% تقريبا من مجموع الساكنة، و60% منهم يعانون على الأقل من مرض مزمن واحد، هذا بالإضافة الى نسبة منهم مصابة بأمراض الخرف والشيخوخة المرافقة لدرجات متقدمة في السن والتي تتطلب رعاية اجتماعية ومراقبة صحية دائمة أغلب الأسر لا تستطيع توفيرها حتى لو قررت الاحتفاظ معها بمسنيها. إن التعويل على تضحيات الأسر وعلى نبل قيم التضامن والرحمة أمر جيد ولكنه في ظل التحولات الحالية والعالم الجديد الذي يتشكل اليوم بسياقاته الجديدة أمر لم يعد كافيا، بل أنه يضع الدولة بشقيها المركزي والترابي وبشكل مؤسساتي ومعقلن أمام مسؤولياتها من أجل توفير الحياة الكريمة والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية عموما لهذه الفئة الغالية من المواطنين والمواطنات. لذا أسائلكم السيدة الوزيرة المحترمة، عن مخططاتكم وإجراءاتكم المؤسساتية في هذا الاتجاه.