السيد رئيس الحكومة، تحية تقدير واحترام، كما تعلمون، فإن الفاعل السياسي يجب أن يتشبع بفكرة وغايات الديمقراطية التشاركية باعتبارها مكملة للديمقراطية التمثيلية والفكر الديمقراطي عموما، وألا تكون هناك قطيعة فكرية في عقلية السياسي بين المنهجين الديمقراطي والتشاركي. ومقصد هذا الكلام هو تجاوبكم المحتشم الرافض لكل المبادرات التي تقدم بها المواطنون تفعيلا لحقهم المنصوص عليه في الفصل 15 من الدستور، الذي ينص على أنه للمواطنات والمواطنين الحق في تقديم عرائض إلى السلطات العمومية. وكان عليكم وإن لم تحترم هاته العرائض بعض الشكليات أن تتعاملوا معها بروح القانون، وتنصتوا لأصحابها وتسمعوا مشاكلهم واقتراحاتهم، ما دامت لها صبغة الصالح العام. وها هم المواطنون اليوم يعبرون ومن جميع شرائح المجتمع، عن روح المواطنة مجددا، وإيمانهم بالوثيقة الدستورية وممارسة الحقوق، ويقدمون صورة من الوعي والديمقراطية نفخر بها أمام الجميع. ومطلبهم مطلب منصف عادل، وهو صندوق لمكافحة السرطان، يحمي هاته الفئة من المرضى وينقذ أرواحهم، ويخفف من معاناتهم والذل الذي يصيب المعوزين منهم. ومن مبدأ التضامن المجتمعي وزرع الثقة بين المواطن والعمل السياسي، فإنني، أسائلكم، السيد رئيس الحكومة، عن مآل عريضة إحداث صندوق لمكافحة السرطان، وهو سؤال عن قناعتكم بالديمقراطية، وقدرتكم على التطبيع مع آليات المشاركة المواطنة، واستجابتكم لحقوق المواطنين التي كفلها لهم الدستور. وتفضلوا بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.